ـ(110)ـ
تصبح هذه الشعوب موضوعاً و (تستهلك) كلّ ما هو أجنبي وافد من الخارج.
من هنا ننطلق لنرسم (السيناريو) الذي يمكن أن تتم فيه عملية الوحدة الإسلاميّة على ضوء واقع العالم الإسلامي وواقع العالم خارج هذا النطاق والنظام الدولي القائم الذي يوجه حركة التاريخ في كلّ مكان على الكرة الأرضية.
قيام الوحدة الإسلاميّة العتيدة:
إنّ الأعمال الجليلة في الحياة تبدأ حلماً يراود عقول ونفوس قلة تتولى نشر فكرة الحلم حتّى تصبح ـ مع مرور الزمن ـ كرة ثلج تتدحرج من علٍ، تكبر و تنمو في الشكل والمضمون مع كلّ حركة في الاتجاه الصحيح لتصبح مع الوقت حقيقة واقعة. وقولنا: إنّ الوحدة الإسلاميّة حلم جميل، لا يعني أنها وهم وخيال بل أنها تصوّر عملي لما يمكن أن يكون عليه واقع العالم الإسلامي واتجاهات حركة التاريخ السائدة.
والآن، نسأل ما هي الخطوات العملية التي يجب اتخاذها لتحقيق هذه الأمنية الغالية؟
نشير في مستهل هذا الحديث إلى أن هنالك جهوداً بذلت في الماضي وتبذل في الحاضر في اتجاه تحقيق هذه الأمنية، وأنه ليس على القادة والمفكرين أن يبدأوا من نقطة الصفر. لقد اتخذت خطوات عدة من أجل تقريب الدول الإسلاميّة بعضها من بعض عن طريق تعزيز الاتصال والتكامل في الآراء والمصالح، في الاتجاه ذاته، فالخطوة الأولى تنطلق من تعزيز وتعميق الاتصال المباشر بين شعوب ودول العالم الإسلامي.
لقد نجح الاستعمار في الماضي في عزل الدول الإسلاميّة بعضها عن بعض، وجعل من ذاته القاسم المشترك لهذه الدول. فالاتصال بالخارج كان يتم عن