ـ(89)ـ
فيه ما يحل لـه، والراية يوم خيبر) وهذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام الذي يسدد كيان الخلافة عندما يستشيره الخلفاء الثلاثة، وبعض الناس من الفريقين يقولون: ما كان هذا التفاهم والتقارب والمساعدة إلاّ لأنهم كانوا يخشون من عواقب الاختلاف، وقد ظهر النفاق بموت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ارتدت طوائف من العرب وهمت بالردة الأخرى.
نقول: هذا جواب صحيح ومقنع، ولكن نقول لهم: أليس اليوم وضع المسلمين أخطر وأسوا حالاً من ذلك الوقت؟ فإذن نحن محتاجون اليوم إلى الوحدة أكثر منهم، ويجب علينا أن نقتدي بهم، ولا نتكلم ولا نعمل شيئا يسبب الفرقة والشقاق بين المسلمين.
الدور الثاني: يبدأ بعد مبايعة الناس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إلى سقوط الخلافة، وقد اتفق المسلمون في مسألة الخلافة في هذا العصر، فالشيعة والسنة يعتقدون بالاتفاق بأن الحق في هذه الفترة كان مع عليّ (رضي الله عنه)، ولذا يعد من الخلفاء الراشدين. ويرى أهل السنة بأن علياً (رضي الله عنه) يوم استشهد كان أفضل من في الأرض. ولو دققنا النظر وأنصفنا في الحكم لعلمنا بأن سيطرة بني أمية على الخلافة لم تكن عن دليل شرعي، بل استطاعوا أن يستفيدوا من الظروف الحاكمة، والعداوة والبغضاء كانت قائمة بين بني هاشم وبني أمية منذ زمن قديم، وأيضاً كان من أهم أسباب تفوقهم عدم تحرجهم مما يتحرج منه آل البيت من استمالة الأحزاب والقبائل بالأموال، واجتذاب أهوائهم بالولايات والمناصب، بينما كان عليّ يحاسب رجالهم على القليل والكثير.
كان بنو أمية يهبون مئات الآلاف المؤلفة من الأموال بلا حساب ولا كتاب، ومن أجل أن يجذبوا قلوب أعدائهم وأنصار بني هاشم. ما كان هذا موقف أهل السنة بالنسبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ققط، بل كان موقفهم هذا بالنسبة لجميع أهل البيت تجاه خلفاء بني أمية وبني العباس، وليس في إمكاني أن استقصي جميع العلماء المعارضين لخلفاء بني أمية وبني العباس، ولكن أذكر نموذجاً مما عانى الأئمة من خلفاء بني أمية وبني العباس: