ـ(88)ـ
وينقسم التاريخ حسب الإمامة والخلافة إلى ثلاثة أدوار:
الدور الأول: يبدأ من بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وينتهي إلى قبيل مبايعة الناس علي بن أبي طالب عليه السلام.
الدور الثاني: يبدأ من أول يوم بويع علي عليه السلام إلى انقضاء الخلافة الإسلاميّة.
الدور الثالث: من سقوط الخلافة الإسلاميّة وسيطرة الاستعمار على بلادنا الإسلاميّة.
في الحقيقة لو دققنا النظر في الدور الثاني والثالث وموقف علماء أهل السنة وأئمة المذاهب الأربعة تجاه الحكام لعلمنا أن الخلاف في موضوع الخلافة والإمامة ينحصر في الدور الأول، حيث ترى الإمامية أن عليا عين خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأمر الله سبحانه وتعالى، ويقول أهل السنة: بأن أمر الخلافة فوض إلى الأمة، ولكل من الشيعة والسنة آلاف من الكتب الضخمة لإثبات صحة رأيهم، وإقناع الآخرين بذلك، وأحيانا يستعمل أسلوب الإثارة مع المذاهب الأخرى.
وكم بذل الفريقان من قوى لمحاربة بعضهم البعض بدل أن يبذلوا جهودهم ضد أعداء الله وأعداء المسلمين، ولا أريد أن أرجح رأيا على رأي، أو أحكم بصحة أو خطأ الأسلوب الرائج بين المسلمين، ولكن أقول: بدلا من التنازع في هذه القضية التي فات أوانها لو جرد علماء الفرق الإسلاميّة أقلامهم وألسنتهم سيراً على نهج قدوتهم وأئمتهم الذين يعتقدون أنهم تجسيد لقيم الإسلام لكان فيه خير للإسلام والمسلمين. طبعا أن علياً ـ عليه السلام ـ كان يعتقد بأن الخلافة كانت حقه، وكذلك الخلفاء الثلاثة كانوا يعتقدون بأنهم على الحق في أمر الخلافة، وأيضا كان في علمهم بأن عليا عليه السلام يرجح نفسه لهذا الأمر. هذا هو عمر وهو على رأس الخلافة يقول تعريفا وتمجيداً في حق علي بن أبي طالب عليه السلام: (لقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب الي من حمر النعم! قيل: وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: تزويجه بنت رسول الله، وسكناه المسجد مع رسول الله يحل لـه