ـ(83)ـ
ويقول شيخ الجامع الأزهر الأستاذ الشيخ عبد المجيد سليم:
(لا احسبني مبالغاً إذا قلت: إنه في مقدمة كتب التفسير التي تعد مراجع لعلومه وبحوثه، ولقد قرأت في هذا الكتاب كثيراً، ورجعت إليه في مواطن عدة فوجدته حلال معضلات، كشاف مبهمات، ووجدت صاحبه ـ رحمه الله ـ عميق التفكر، عظيم القدر، متمكنا من علمه، قويا في أسلوبه وتعبيره، شديد الحرص على أن يحل للناس كثيراً من المسائل التي يفيدهم علمها).
ويقول الأستاذ الكبير الشيخ محمود شلتوت في مقدمته على هذا التفسير:
(...وشمرت عن ساق الجد، وبذلت غاية الجهد والكد، وأسهرت الناظر، وألقيت الخاطر، وأطلت التفكير، وأحضرت التفاسير، واستمددت من الله سبحانه التوفيق والتيسير، وابتدأت بتأليف كتاب هو في غاية التلخيص والتهذيب، وحسن النظم والترتيب، يجمع هذا العلم وفنونه، ويحوي فصوصه وعيونه، من علم قراءاته، وإعرابه ولغاته، وغوامضه ومشكلاته، ومعانيه وجهاته، ونزوله وأخباره، وقصصه وآثاره، وحدوده وأحكامه، وحلاله وحرامه، والكلام على مطاعن المبطلين فيه، وذكر ما ينفر منه أصحابنا ـ رضي الله عنهم ـ من الاستدلالات بمواضع كثيرة منه على صحة ما يعتقدونه من الأصول والفروع، والمعقول والمسموع، على وجه الاعتدال والاختصار، فوق الإيجاز ودون الإكثار، فإن الخواطر في هذا الزمان لا تحفل بأعباء العلوم الكثيرة).
ثم أضاف الشيخ شلتوت:
(وإن من ميزات هذا التفسير حرية الفكر والتقريب بين المذاهب التي يعرضها على مدار الحق والحقيقة، وبإخلاص تام، وربما قدم في مرحلة التطبيق مذهب غيره على مذهبه، وبتوخي