ـ(84)ـ
الأمانة والدقة في نقل الآراء بريئا عن السب والشتم، وكأنه هو مبتني ذلك المذهب، وذلك على عكس بعض إخواننا السنة حينما يتحدثون عن الشيعة يرمونهم بالرفض، ويدعونهم بالرافضة، أو بعض إخواننا الشيعة حين يدعون السنة بالناصبة. والطبرسي يجعل دائماً نصب عينيه هذه الآية الكريمة[وجادلهم بالتي هي أحسن](1) ومن ذلك يقول في تفسير سورة الحمد:
(وقيل في معنى الصراط المستقيم وجوه:
أحدها: أنه كتاب الله وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام وابن مسعود رضي الله عنه.
وثانيها: أنه دين الإسلام، وروي عن جابر وابن عباس.
وثالثها: أنه دين الله الذي لا يقبل من العباد غيره، عن محمد بن الحنفية.
والرابع: انه هو الرسول الأعظم والأئمة القائمون مقامه، وهذا ما ورد في أخبارنا).
ثم يضيف الطبرسي: (والأفضل أن تحمل الآية على العموم لتشمل جميع تلك الوجوه؛ لأن الصراط المستقيم هو الدين الذي أمر الله به من التوحيد، والعدل، وولاية من أوجب الله طاعته).
ويضيف الشيخ شلتوت: (ومن المعلوم أن الرواية الأخيرة هي أنسب الروايات إلى مذهب الشيعة وانطباقها على الأئمة التي جاءت في أخبارهم، ولكن الطبرسي لا يعطي الرجحان لتلك الرواية ولا يقدمها حين ذكر الآراء والنظريات).
بل يضعها في جنب باقي الآراء المطروحة، ثم يحمل الآية على العموم. وما
_____________________________
1 ـ النحل: 125