ـ(82)ـ
إن موسم الحج ليعتبر فرصة ذهبية للتقريب بين المسلمين وترك الأحقاد والضغائن. ومن جملة التهم التي تكال ضد الشيعة؛ القول بتحريف القرآن، وأن الشيعة لا تعير اهتماما بهذا القرآن، وأن لهم قرآنا يسمى (مصحف فاطمة)! والحال أن كبار فقهاء الشيعة الإمامية مثل: الشيخ المفيد. والشيخ الطوسي، والشريف المرتضى إلى عصر الامام الخميني (رض) يذهبون إلى صيانة القرآن عن التحريف، ولا شك أن آراء فردية خاصة لا توضع على حساب القوم، سواء كانت شيعية أم سنية، وأن المفسرين والفقهاء من الشيعة يتزودون دائماً من معين التفاسير السنية مثل: تفسير الامام عبد الله الأنصاري) (الميبدي)، و(المواهب العلية) للكاشفي، وتفسير (أنوار التنزيل) للبيضاوي و(الكشاف) للزمخشري، و... وأن هذه التفاسير في مكتبات الشيعة تقع موقع تفاسيرهم، وأضف إلى ذلك أن من بين تلك التفاسير ما تدرس في الجامعات المدنية والدينية، وأن قائد الثورة الإسلاميّة ولي أمر المسلمين السيد الخامنئي قد نقل قسما من تفسير (في ظلال القرآن) للسيد قطب إلى اللغة الفارسية، وتتكرر هذه الحالة لدى المفسرين وشيوخ الأزهر وعلماء مصر، حيث أقبلوا إقبالا منقطع النظير على تفسير الإمام الشيعي الطبرسي (مجمع البيان)، وأن الأستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت، والفقيه الكبير الشيخ عبد المجيد سليم الشيخ الأسبق للجامع الأزهر الشريف قد أعجبوا بالكتاب، وأوصوا إلى (دار التقريب بين المذاهب الإسلاميّة) بالقاهرة بطبع الكتاب كنموذج لأبدع التفاسير، ومن حسن الحظ فقد أخرج الكتاب إخراجاً رائعاً مع مقدمة قيمة للسكرتير العام لدار التقريب، ومقدمة أخرى للشيخ محمود شلتوت، وعليه هوامش وتعليقات مفيدة لبعض مشايخ الأزهر.
تفسير (مجمع البيان) على إيجازه واختصاره قد جمع مؤلفه فيه علوم القرآن من القراءات، وشأن نزول الآيات، واللغة، والإعراب، ونظم الآيات، والسور، والأخبار والقصص، وأحكام الحلال والحرام، و... وهذا التفسير قد حاز إعجاب المسلمين من السنة والشيعة بآراء معتدلة غير متطرفة، وهو يمثل عقائد الشيعة بالنسبة إلى كتاب الله العزيز.