ـ(81)ـ
اتجاه التقريب
في مجمع البيان
الأستاذ عبد الكريم (بى آزار) شيرازي
كان المسلمون قبل الزحف الاستعماري على أراضيهم يتعايشون فيما بينهم متآخين متحابين في جو من الود والإخاء، فإذا ما حصل بينهم خلاف كانوا ينهونه بطرق سلمية على أساس روح التقريب والتضامن الإسلامي، ويسيرون قدماً يخطى ثابتة يجوبون العالم لإرساء قواعد مجدهم، ولم تظهر بوادر مجد المسلمين إلاّ بعد أن وحد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بين المسلمين بأواصر الأخوة الإسلاميّة. وعلى رغم الاضطرابات والخلافات بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فان الامام عليا عليه السلام جمع شمل المسلمين ووحد كلمتهم وصان بنفسه الوحدة الإسلاميّة ومن وراء تلك الجهود الجبارة نبذ المسلمون خلافاتهم وراء ظهرانيهم وأوقفوا إراقة دمائهم وقاموا بإصدار ثورتهم المباركة إلى أصقاع العالم.
لكن مما يؤسف لـه أن الاستعمار الغاشم حاول ـ وسيحاول أبداً ـ عن طريق سياسة مرسومة (فرق تسد) أن يدس الخلاف بين المسلمين، ويصطنع التهم فيقتتل المسلمون فيما بينهم، ويحل العداء والبغضاء محل الأخوة والسلام.