ـ(25)ـ
إفرازات الحضارة الغربية والهيمنة العالمية، خصوصا بعد تراجع الحضارة الغربية وانهيار المعسكر الاشتراكي، حيث يمكن أن نشير إلى بعض هذه التحديات والقضايا:
الأولى: قضية التوفيق بين متطلبات الحرية الإنسانية على المستوى الفردي أو الاجتماعي، والاستقلال والإرادة في القرار السياسي، والتحرر من الهيمنة أو التبعية الأجنبية في الاقتصاد والثقافة والعلوم من ناحية، ومتطلبات العدالة الاجتماعية والرفاه الاقتصادي والتعايش السلمي من ناحية أخرى.
فإن هذه الأمور وإن كانت قد تبدو متجانسة في النظرة الأولى لها، ولكن التوفيق بين متطلباتها وضمان تحقيقها عمليا وواقعيا في الحياة الإنسانية المعاصرة والمتداخلة يحتاج إلى جهد حضاري وسياسي وتضحوي استثنائي، والى روح معنوية عالية خصوصا وأن الحضارة الغربية لازالت تزداد جفافا وتصحرا في معالجتها للمشكلات الإنسانية، بسبب فقدانها للعنصر الروحي والعلاقة بعالم الغيب، والارتباط بالله تعالى، الأمر الذي لا يمكن معالجته إلاّ من خلال الرسالة الإسلاميّة التي تمثل بتكاملها الحل الصحيح لهذا المشكلات.
فقد كان أحد الأسباب الرئيسية لسقوط الشيوعية التي نادمت بالعدالة الاجتماعية هو معاداتها لفطرة الإنسانية، وخصوصا الاتجاه الفطري للإيمان بالله.
وكان أحد أسباب ظهور الرأسمالية التي نادمت بالحرية هو: الفراغ الذي كانت تعيشه المسيحية في معالجتها للتطور العلمي والاجتماعي لا يمكن معالجة هذه التناقضات إلاّ من خلال رسالة الدين الذي يعالج المشكلات الإنسانية ـ كالحرية والعدالة الاجتماعية والمسألة الروحية ـ إلى جانب العلاقة بعالم الغيب، وهذا هو خصوصية الرسالة الإسلاميّة.
ومن هنا يبدو التحدي الجديد في معالجة مشكلة العدالة الاجتماعية؛ لأن المجتمع الإنساني بعد سقوط أسطورة الاشتراكية العلمية (الشيوعية)، كأطروحة التحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، والقضاء على مظاهر التمييز بين طبقات المجتمع، وإلغاء معالم الظلم والاستئثار والاستغلال الذي مارسته الرأسمالية الديمقراطية تحت