ـ(26)ـ
شعار الحريات العامة والفردية، وتحقيق التطور من خلال استنفار وتوظيف الدوافع الذاتية والمصالح الخاصة. بعد كل هذا تبرز الآن أخطار عظيمة في طغيان الظلم والاستغلال وبأشكال جديدة، وليس على حساب مجموعات وشرائح اجتماعية فحسب، بل على حساب شعوب وأمم بشرية بكاملها، ومن خلال النظام العالمي الجديد الذي أصبحت أمريكا وحلفاؤها فيه هي القوة الوحيدة التي تحاول الهيمنة على العام.
الثانية: قضية الصراع بين الاستكبار والاستضعاف، حيث لابد للحالة الإسلاميّة أن تتحول من حالة الدفاع وامتصاص الهجمات المتوالية التي تشنها قوى الاستكبار العالمي ضدها، باعتبار أن الحالة الإسلاميّة كان تعيش ضمن دائرة ومساحة الاستضعاف العالمي...لابد لها من التحول إلى حالة المبادرة وتقديم الأطروحات المناسبة لحل مشكلات الإنسان، أو الوقوف على الأقل في المواجهة مع الاستكبار دفاعا عن كل مستضعفي العالم الذين سوف يقعون ـ بطبيعة الحال ـ لقمة سائغة هينة في يد الاستكبار العالمي المنفرد؛ إذا لا يوجد من يدافع عن حالة الاستضعاف غير الأمة الإسلاميّة، والحالة الإسلاميّة.
الثالثة: قضية النظام العالمي الجديد الذي أصبح حقيقة قائمة من خلال التطور العلمي والمدني والعلاقات الإنسانية الجديدة، وبالتالي فلابد من بناء هذا النظام وتطويره باتجاه التكامل الإنساني وخدمة المسيرة المتطورة للبشرية.
إن وجود نظام إنساني واحد للبشرية جمعاء هدف مقدس، وأمل كبير تعيشه البشرية منذ العصور الأولى للتأريخ، وقد بشرت به الرسالات الإلهية، ولذا فمن الضروري أن يتم التحرك بهذا الاتجاه، ولكن بشكل تكاملي يحقق أهداف البشرية في تكاملها، من خلال ارتباطها بالله سبحانه وتعالى، والتزامها بعهودها ومواثيقها، وتجسيدها لفطرتها الأصيلة، وحبها للخير والعدل والصلاح والرقي والتقدم والاستقرار والأمن، والعلاقات الإنسانية التي تسودها المحبة والود.
وعلى أساس هذا التطور نجد الحاجة الملحة إلى أن يقوم علماء الإسلام المفكرون