ـ(24)ـ
من قبل الحضارة الغربية.
إن شعور الأنظمة في العالم العربي والإسلامي بالعجز أمام حل مشكلاتها الداخلية ـ الاجتماعية والسياسية ـ وبالتالي عدم قدرتها على مواجهة النهوض الإسلامي هو الذي أعطى هذا المؤشر الجديد للصراع، حيث بدأ القوامون على الحضارة الغربية يشعرون بالخوف من نتائج هذه المواجهة الجديدة، ويدركون الأخطار التي تهدد مفاهيمهم ومصالحهم في المنطقة، بحيث يجعلهم يصعدون من حدة القمع والاضطهاد والعدوان، وعمليات التضليل، ويؤشرون على محاور وخلفيات هذا الصراع الإسلامي الغربي.
إن هذا الأحداث ترشح النهضة الإسلاميّة أن تكون المحور الحضاري الجديد في الصراع مع الحضارة الغربية، وبأساليب وإمكانات جديدة قد لا تخطر على بال المحللين والدارسين الغربيين.
مستلزمات الموقف الإسلامي في الصراع:
ولكن السؤال المطروح على المسلمين في هذا المجال هو: أين تكمن المستلزمات الحضارية والمادية للوقوف في مواجهة هذا الصراع؟
ويمكن تقديم صورة عامة عن الجواب من خلال ملاحظة الأبعاد الثلاثة الآتية التي تشكل بمجموعها هذه المستلزمات الأساسية في تشخيص الموقف لهذه المواجهة من وجهة نظر إسلامية.
أ ـ مواجهة التحديات المعاصرة:

الأول: مواجهة التحديات الحضارية والسياسية والاجتماعية التي أفرزتها ظروف العصر الحديث وتطوراته في جوانبها الإنسانية والمدنية والعلمية، ومنها بالذات