ـ(23)ـ
وعلى الطريقة الغربية في الاختيار ـ إلى جانب الحكم الإسلامي والنهضة الإسلاميّة.
3 ـ ازدياد الشعور لدى أتباع الحضارة الغربية ومنظريها بالعجز واليأس بالرغم من سعة دائرة التآمر والتوظيف للإمكانات والقدرات، حيث يعّبر عن ذلك طبيعة رد الفعل الغربي بشكل مباشر، أو عن طريق (الاتباع) من خلال تصعيد وتيرة القمع في العالم الإسلامي في عصر النظام الجديد الذي ينادي بالدفاع عن حقوق الإنسان، ويرفع شعار تهدئة مناطق التوتر والاضطراب وحل المشكلات المستعصية الإقليمية، والخروج من مخلفات الحرب الباردة إلى الأوضاع السلمية والأمن السياسي والاجتماعي.
إن ما حصل في بلدان مثل: أفغانستان، وفلسطين، والعراق، والجزائر، ومصر، وتونس، وغيرها من محاولة للقضاء على النهوض الإسلامي وعدم التمكن من ذلك حتى الآن بالرغم من استخدام جميع الوسائل الممكنة والمتيسرة حتى الأسلحة الكيمياوية وحرب الإبادة، ثم محاولة إلصاق التهم بالعوامل الخارجية؛ كإيران والسودان، أو التخطيط العشوائي في نسبة الإرهاب والتطرف لكل النهوض الإسلامي كل ذلك يدلل بوضوح على حقيقة هذا الشعور بالعجز والإحساس بالفشل للأطروحة الغربية وأنظمتها الهزيلة.
4 ـ تطور الخطاب السياسي الإسلامي بشكل واضح من خلال أطروحة الثورة الإسلاميّة في إيران إلى خطاب إسلامي أصيل يهتم بالكرامة الإنسانية كما يهتم بكرامة الله والرسول والدين، ويهتم بالحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للإنسان كما يهتم بالشعائر والآداب الإسلاميّة، ويهتم بالعلم والفضيلة ومعالجة المشاكل الإنسانية، كما يهتم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إن هذا التطور للخطاب السياسي والتأكيد على البعد الحضاري الأصيل في الإسلام هو الذي جعل هذا النهوض الإسلامي صامداً أمام عمليات القمع والاستئصال، بل ومتعالياً عليها. وإن تخلي الدولة العثمانية عن هذه الهموم الحقيقة للإنسان هو الذي جعلها تتراجع وتتداعى ـ بعد ذلك ـ أمام الضربات التي واجهتها