ـ(20)ـ
واحتمال بروز العملاق الصيني إلى ميدان الصراع، أو انهياره تبعا للاتحاد السوفياني، الذي سوف يولد على كلا الحالتين مشكلات عميقة وواسعة في داخل الحضارة الغربية، بعد أن أصبحت هذه الحضارة هي الرائدة والقدوة لكل هذه المساحات، مما سوف يسلط الضوء بشكل أفضل على طبيعة وحقيقة المشاكل التي تعاني منها هذه الحضارة.
الثاني: اتجاه الحرب الباردة لمواجهة النهوض الإسلامي بسبب تنامي الخوف من الصحوة الإسلاميّة.
إن الصراع بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلاميّة ليس صراعا جديدا، بل هو صراع امتد في عمق الزمن إلى قرون، وكانت الحرب العالمية الأولى في أحد أبعادها المهمة هو، تقسيم تركة الدولة الإسلاميّة الكبرى المتمثلة بالدولة العثمانية، والاستيلاء أو الهيمنة على ما تبقى من العالم الإسلامي.
وقد تحقق هذا الهدف للحضارة الغربية بعد الحرب العالمية الأولى. وبدأ العالم الإسلامي وكأنه قد استسلم عسكريا وسياسيا للحضارة الغربية طيلة العقود الماضية منذ الحرب العالمية الأولى وان بقيت بعض الزوايا والجيوب والمنعطفات تشهد شيئا من المقاومة، خصوصا في مجالي الفكر والثقافة، ولكن الواقع الذي كانت تعيشه البلدان الإسلاميّة والأمة الإسلاميّة ـ طيلة هذه الفترة ـ لم يكن واقعا يتمثل فيه الصراع الشامل مع الحضارة الغربية، بل ولا حتى المقاومة الشاملة لها إذا أردنا أن ننظر إلى الساحة نظرة عامة وشمولية. نعم، كانت هناك أعمال مجيدة وبطولية قام بها بعض علماء الإسلام والمفكرين المسلمين في مختلف أنحاء العالم الإسلامي في الدفاع عن الإسلام، وكان لها دور عظيم بعد ذلك في استمرار المقاومة وأحياء روحها ومن ثم تصعيد المواجهة مع الحضارة الغربية.
وقد حدث تحول عظيم في الأوضاع السياسية والثقافية للعالم الإسلامي بعد قيام الثورة الإسلاميّة في إيران وتأسيس الحكم الإسلامي فيها، حيث انتشرت روح المقاومة والتصدي والنهضة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، بل وفي صفوف المسلمين