ـ(19)ـ
حاول الأمر يكيون فيها الاستيلاء على مصادر النفط والهيمنة على هذه المنطقة الغنية؛ من أجل أن يمسكوا بزمام المبادرة في هذا المجال الحيوي والطاقة المؤثرة في جميع اقتصاديات العالم.
وكذلك في قضية فرض الرسوم على الصادرات الزراعية الأوربية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن رفض الأوربيون أن يلغوا الدعم الزراعي الذي يقدمونه للمنتوجات الزراعية في بلادهم للمحافظة على انخفاض الأسعار.
وكذلك في نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة (1) التي كان العامل المؤثر فيها هو: الاهتمامات الداخلية الاقتصادية والاجتماعية بعد الاضطرابات الواسعة التي شهدتها بعض الولايات الأمريكية في العامين الماضيين، وتنامي خطر المخدرات، والأمراض الفتاكة التي هي وليدة التفسخ الأخلاقي، والغرق في الشهوات، والتحلل غير المحدود.
وفي مقابل ذلك: السعي الأوربي للوحدة الأوربية، ومعاهدة (ماستريخت)، والمشاكل الاقتصادية التي أحدثتها لبعض البلدان الأوربية؛ فضلاً عن المشاكل الاجتماعية والإنسانية الأخرى التي تواجهها أوربا وأمريكا في داخل شعوبها أو في علاقتها مع العالم الثالث.
ب ـ الصراع الغربي الشرقي:
الذي يدور الآن بشكل واضح بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، واختلال التوازن التجاري بينهما، وبروز بعض الدول الشرقية مثل: كوريا الجنوبية وتايوان في هذه المعادلة، إلى جانب المشكلات الحادة التي ولدها انهيار الاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا لكل من هذين المحورين.
__________________________________
1 ـ انتخابات عام (1992) م التي فاز بها (بيل كلينتون) مرشح الحزب الديمقراطي على منافسه رئيس الجمهورية 0بوش) مرشح الحزب الجمهوري، بعد استمرار الاتجاه السياسي لصالح الحزب الجمهوري اثنتي عشرة سنة هي فترة بداية النهوض الإسلامي وحتى الآن، مع أن (بوش) حقق انتصاراً كبيراً كما يدعي في حرب الخليج. والعامل في فوز المرشح الديمقراطي كما يقال هو: الاهتمام بالأوضاع الاقتصادية ومعالجتها.