ـ(163)ـ
وبعد قيام اتحاد جمهوريات بوغسلافيا الاشتراكية كان مقدراً أن تصبح لبوسنة والهرسك ضمن الاتخاد الجديد، لكن التيار الرافض للإسلام والمسلمين هو الذي غلب، وفي المؤتمر التأسيسي للحزب الشيوعي الذي عقد في سنة 1946 وقف المفكر المعروف (ميلوفان رجيلاس) معلنا أن الإسلام هنا ديانة وليس فومية، ثم أيده الرفيق (موشي بيادة)، وهو يهودي بقولـه: الإسلام علاقة عقائدية، أما السكان هنا فهم: إما صرب وإما كروات، وكانت تلك بداية حملة أدت إلى صدور الدستور اليوغسلافي معترفاً بخمس قوميات في يوغسلافيا لم يكن بينها البوسنة والهرسك.
ولم يكن ذلك موقفاً من كل الأديان، بل كان الموقف من الإسلام موقفا حاقداً، فقد صدرت في عام 1946 عدة قرارات منعت احتفالات المسلمين الدينية، بل منعت النساء المسلمات من ارتداء الحجاب والزي التقليدي، ولم يشمل هذا الحضر غير المسلمين من الكاثوليك والأرثودكس أو اليهود.
وقد ذكر تقرير رسمي اللجنة المركزية لرابطة الشيوعيين الصرب آنذاك: أن (الإسلام ظاهرة خطيرة ينبغي محاربتها)، وقد أعرب أحد ابرز القياديين في صربيا (ميلورا دبافيتش) أنه (يجب إقامة جدار جديد لحماية الصرب من الإسلام).
وفي ذلك الحين تفاقمت المواجهة والصراع الأيدلوجي بين المسلمين والشيوعيين، وبالطبع انحاز الصرب إلى طرف الشيوعية، ولكن برغم الموقف العدائي الذي اتخذه الصرب من الإسلام فإن المسلمين ظلوا يدافعون عن هويتهم الدينية وشخصيتهم الحضارية، وفي سنة 1969 بناء على طلب المسلمين اتخذت اللجنة المركزية قراراً بالاعتراف الكامل بقومية البوسنيين المسلمين، حتى نص دستور سنة 1974 صراحة على اعتبار البوسنة جمهورية فيدرالية كاملة لها ذات الحقوق التي تتمتع بها باقي الجمهوريات الاتحادية الأخرى.
وقد تم ذلك على كراهة من الصرب، الذين لم يكن بمقدورهم معارضة اتجاه الرئيس (تيتو)، وفي أيام شيخوخته استغل الصرب الفرصة وبدأوا ينفذون إلى المراكز الحساسة، فالبرغم من أن الصرب لاتتجاوز نسبتهم 34% من كل يوغسلافيا فإن