ـ(162)ـ
العهد العثماني الذي قسم البلقان إدارياً إلى ولايات، وسمح بحرية العبادة والدخول ضمن أجهزة الإدارة والوصاية الشرعية على شؤون الأحوال الشخصية، وقد اعتنق أكثر البوسنيين الديانة الإسلاميّة طواعية.
وكان الخط البوسني بالحروف العربية، ثم إن اليوغسلافيين غيروها بعد ذلك، والى الآن يوجد بعض الآباء والأمهات الكبار ممن يعرف الخط العربي، وقد دخلت اللغة البوسنية بمرور الزمن حوالي سبعة آلاف كلمة عربية وتركية وفارسة.
وبعد انهيار إمبراطورية النمسا والمجر أثناء الحرب العالمية الأولى تشكلت لأول مرة حكومة مستقلة في البوسنة لم تدم طويلاً، فقد قامت آنذاك المملكة الصربية الكرواتية التي رفضت الاعتراف باستقلال البوسنة، وضمتها إلى حدودها بقوة السلاح وأقر المجتمع الدولي ذلك الوضع في معاهدة فرساي سنة 1918، التي قامت على أثرها مملكة يوغسلافيا.
ويبدو أن ما لحق بالمسلمين من ظلم واضطهاد وحشي كان فوق طاقتهم، وأدى ذلك إلى تنصير 120 ألف مسلم في مدينة غوسينية وحدها، ويقال: إنهم عادوا إلى دينهم بعد ذلك باستثناء ثلاث عوائل.
وبسبب تلك الأوضاع القاسية اضطر ما يقارب نصف سكان البوسنة إلى الهجرة لتركيا، وفي الحال الحاضر يوجد (4) ملايين تقريباً من أصل بوسني يقطنون تركيا.
وعندما قامت الحرب العالمية الثانية، وأدى ذلك إلى تفكيك المملكة اليوغسلافية قام الصرب والكروات باقتسام أراضي المسلمين ومدنهم، فقد استولى الكروات على 19 مدينة للمسلمين، واستولى الصرب على ما تبقى من حواضر البوسنة، ومارس كل من الطرفين أبشع أساليب القهر والضغط لمحاولة إعادة البوسنيين إلى دين آبائهم ودمجهم تقافيا وقومياً مع الصرب أو الكروات. وتقول المصادر التاريخية: إنه تم على يد المتطرفين (الجتنيك) تصفية 10% من المسلمين، وصلبوهم على منائر المساجد، وقد لقي أكثر من (30000) من البوسنيين المسلمين حتفهم.