ـ(148)ـ
يرصد مثل هذه الدراسات ويفيد منها: كالدراسة التي قدمها العلامة السيد مرتضى العسكري مثلاً.
ب ـ لم يلتزم الدقة في النقل، ولم يتحر بنفسه الرأي من مصدره الأصيل، فعندما نقل عن تحرير الوسيلة للإمام الراحل الخميني (ره) لم يكن نقله أميناً ولا دقيقاً، وعندما أراد أن ينقل عن كتاب كشف الأسرار للإمام الخميني رجع إلى نسخة مترجمة ترجمة محرفة وغير دقيقة، ولو رجع هو بنفسه لنأى بنفسه عن الاتهام والتقول والتخرص، ففي الكتاب الأصلي (كشف الأسرار) نجد أن النص الذي نقله الدكتور عن الترجمة في صفحة 164، وفي هذا النص يحيل الإمام القارئ إلى ما تقدم من بحث في المسألة وقد وجدته في صحفة 141 وما بعدها، ولو رجع إليها الباحث لبان لـه الخطأ الذي ارتكبه في الاتهام، على أن هناك مسألة مهمة نريد أن نلفت نظره ونظر القارئ إليها، وهي: أن الإمامية الاثني عشرية لا يرون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مجتهداً أي: يقول برايه أو يفعل برأيه، وإنما يرونه دائماً لا ينطق عن الهوى كما نص القرآن. وعليه فإذا ما نسب إليه فعل أو قول فإنما هو يقوله أو يفعله بوحي الله تعالى، بناء على المبنى الذي يعتمدونه، وهو: أنه ليس هناك حالة نطق للرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ وهو ينقل عن الوحي.
أما مسألة خشية النبي أو خوفه من التصريح باسم الإمام علي ورسمه فيدل عليه قولـه تعالى: [ وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس] (1)
وهذا ما ذكره الإمام الخميني بعد صفحة واحدة من النص المنقول عنه. وأقول أيضاً: إن مسألة خشية النبي لها مؤيد من القرآن في مناسبة ومورد آخر، وذلك في قضية إعلام الله تعالى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن مولاه زيد سيطلق زوجته زينب بنت جحش، وأن عليه أن يتزوجها هو، وذلك في قولـه تعالى: [وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه] (2).
_____________________________
1 ـ المائدة : 67.
2 ـ الأحزاب : 37.