ـ(147)ـ
ثانيا: الملاحظات العامة للمنهجية:
علينا أن نختم هذا العرض المكثف لمثل هذه الدراسة المستوعبة بالملاحظات المنهجية، آملين من الدكتور الشكعة أن يلتفت إليها، ليسلم الكتاب والدراسة مما شابه ولصق به من شوائب وأوصاب، فنقول وبالله المستعان:
1 ـ لم يعرض للمذاهب الإسلاميّة وفق منهج موحد، ولم يحالفه التوفيق أحياناً لا في المعالجة ولا في أسلوب العرض، فمثلاً:
ألف ـ عندما يعرض للشيعة يدخل فيها ما ليس منها، كما في إلحاقه القاديانية ـ مثلاً ـ بالتشيع، لا لسبب أو نسب، اللهم إلاّ أن زعيمهم ادعى أنه المهدي المنتظر، في حين ينقل آراءهم ويصرح بأنها أقرب إلى أهل السنة.
ب ـ عندما يعرض للشيعة يورد من العناوين الفرعية بما يوحي بالتشهير، فهناك انتقائية في العناوين تتلائم مع ما ينوي الباحث إلصاقه بهم، وما يهدف إليه من غرض. وكان يقتضيه المنطق أن يعرض لنفس المسائل عند كل مذهب ليتبين الوجه فيها وتجري الموازنة بينها، ولكنه للأسف لم يفعل ذلك.
ج ـ بأن تحيزه للمذهب السني بوضوح حين عرض لـه مذهباً فقهياً وحين نفى عنه بوجه مطلق ظاهرة الغلو، وهي ظاهرة برزت في أكثر المذاهب الإسلاميّة. ويلزم في الواقع دراسة هذه الظاهرة بصورة مستقلة للكشف عن دوافعها وأهدافها.
2 ـ لم يلتزم الأمانة العلمية، ولم يلتزم الموضوعية في البحث، ويتضح ذلك كما يأتي:
ألف ـ لا يرجع إلى المصادر الأصلية والمعتمدة لدى المذاهب بالأخص عندما يتعلق الحديث بالشيعة الإمامية. وهذه النقطة على غاية من الخطورة والأهمية ؛ لأن الباحث العلمي لابد لـه من الرجوع إلى المصادر المعتمدة، كما لا ينبغي أن يغفل عن الدراسات الحديثة التي تظهر بالنسبة إلى المذاهب الإسلاميّة. وكان من الضروري أن