ـ(145)ـ
5 ـ القسم الخامس: وقد خصصه إلى الحديث عن أهل السنة. وقد وزع الحديث هنا على ثلاثة أمور هي: أهل الحديث والرأي ثم أئمة أهل السنة، ثم المتصوفة من ص 385 ـ 500. وتحدث ضمناً عن الأشاعرة والسلفية والوهابيين.
ويتحدث هنا باسلوب مختلف عما عودنا عليه، فيقدم مقدمة قائلاً: في الوقت الذي ظهرت فيه الأفكار الدينية المتطرفة أو الاعتقادات المذهبية الغالية كانت هناك طائفة من المسلمين ترجع الحكم في كل أمر إلى الكتاب العزيز والى السنة مكتوبة في شكل أحاديث أو مأثورة في شكل أفعال، كما كانت طائفة تقول بالرأي. وبالمناسبة أقول: لا توجد فرقة إسلامية أو مذهب اسلامي إلاّ ويرجع إلى الكتاب أو السنة المطهرة... وقد نقل هو ذلك عن كل من تحدث عنهم.
أ ـ وقد تحدث عن الرأي وتطوره، وكيف أن هذا النهج كان يعمل به في المدينة المنورة، ثم انتقل إلى العراق، وكان على رأس أهل الرأي: الإمام أبو حنيفة مؤسس المذهب الحنفي، وكان إذا لم يجد من الكتاب والسنة ما يسعفه أعمل الرأي في حكمة واتزان.
وقد انتقل بعد ذلك إلى الحديث عن أئمة المدارس الفقهية وسماهم أئمة أهل السنة وهم: أبو حنيفة (ت 150 هـ) والإمام مالك بن أنس (ت 179 هـ)، والإمام محمد بن إدريس الشافعي (ت 204 هـ) ثم عرض للإمام أحمد بن حنبل (ت 241هـ).
قال الدكتور شكعة: وهكذا نجد أن لقب أهل السنة أطلق أول ما أطلق على الأشاعرة ومن نحا نحوهم، ثم اتسعت دائرته فشملت أصحاب المذاهب والفقهاء. وقد نقل عن البغدادي شرحاً لعقيدة أهل السنة وعدد أصنافهم.
ب ـ الوهابية: وتحدث بعد ذلك عن الوهابيين، فقال: تعتبر هذه الحركة امتداداً لمذهب السلفيين، ولكنها سميت كذلك نسبة إلى الشيخ محمد عبد الوهاب النجدي المولود في نجد سنة 1115 هـ. وقد ثار هذا على ما عليه المسلمون، واستعان بنشر أفكاره وآرائه بأمير الدرعية محمد بن سعود، ومع أن هذا النهج هو نهج ابن تيمية وهو امتداد لـه، إلاّ أن الفرق: أن ابن تيمية نشر آراءه بالكتب والرسائل، اما محمد بن