ـ(144)ـ
المنتظر. والأنكى من ذلك تعليله وتبريره لهذا اله لحاق، إذا يقول: لأن أمر المهدي المنتظر ينفرد به الشيعة دون بقية المسلمين ـ على حدّ زعمه طبعاً ـ ولذا يكون حسب رأيه ارتباط الميرزا غلام بالشيعة أقرب من نسبته لغيرهم من الفرق الغلاة على حدّ تعبيره.
إن هذا النص يحتاج إلى أكثر من تعليقة، وهو يكشف في الواقع عن خروج الباحث عن الحياد المزعوم ؛ وذلك لأن عقيدة المهدي ليست مختصة بالشيعة كما نوهنا، وثانياً أن الإيمان بالمهدي المنتظر ـ الذي هو عقيدة إسلامية، وأمر ثابت في صحيح السنة النبوية المطهرة لدى كل الفرقاء المسلمين ـ كيف يكون غلوا؟! وثالثا: هل أن كل من يدعي أنه المهدي المنتظر يجب أن ينسب إلى التشيع؟ وما هو الوجه في ذلك؟ وليرجع إلى مدعي المهدية في التاريخ فسيجد أغلبهم من غير الشيعة، وعلى أية حال فالقاديانية ـ كما نقل ـ ادعت حلول المسيح بالميرزا، ثم ادعت حلول الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) به أيضاً. وإذا كانت القاديانية تدعي أن الميرزا غلام نبي مرسل مثل بقية أنبياء الله فكيف جاز نسبتهم إلى الشيعة؟!
أما الأحمدية: فقد أنكروا معجزات القرآن والحركتان حرمتا الجهاد وعطلتا هذه الفريضة، فكان في ذلك خدمة للمستعمر الكافر.
وليعلم الدكتور المحترم: أن الجهاد عند الشيعة كما هو عند عامة المسلمين وبخاصة ضد قوى الاستكبار لا ينقطع ولا يفتر ولا يتهاون فيه مطلقاً ومهما كانت الظروف.
4 ـ القسم الرابع: (المعتزلة) من ضفحة (373 ـ 382) وفيه ينتقل المؤلف إلى الحديث عن المعتزلة، فيتكلم عن نشأتهم، وينسبهم إلى واصل بن عطاء، وبسبب اختلافه مع أستاذه الحسن البصري في مسألة مرتكب الكبيرة، وذهابه إلى أنه في منزلة بين المنزلتين، أي: لا هو بالمنافق ولا هو بالمؤمن. ثم يذكر: أن مدرسة الاعتزال لم تتخذ طابعاً مستقلاً إلاّ على يد واصل وعمرو بن عبيد اللذين اعتزلا مجلس الحسن البصري.