ـ(143)ـ
اتسمت بطابع الباطنية، وأن نشأتهم كانت إبان العصر الفاطمي. وقد اختلف المؤرخون في نسبتهم، كما اختلفوا في سبب تسميتهم: فهناك من ينسبهم إلى محمد بن إسماعيل الدرزي، وهو أحد الداعين إلى تأليه الحاكم بأمر الله الفاطمي، وأنه نشر هذا المذهب في وادي التيم، وأنه كانت لـه ميول يهودية مجوسية، هذا المعروف باسم (نشنكين الدرزي) وهناك آخر اسمه (أنوشتكين) وهو: أحد قواد الحاكم بأمر الله.
وقال: إن الطائفة الموجودة اليوم تنسب إليه وهو غير ذلك. وموطنهم في جبال لبنان وجبل العرب بسوريا وبعض قرى أنطاكية، ويكثرون في بعض مدن فلسطين المحتلة مثل: عكا وجبل الكرمل.
(ج) ينتقل إلى الحديث عن العلويين وفي إطار ما اصطلح عليه بالفرق الغالية، ويعترف بادئ ذي بدء بصعوبة البحث ؛ لعدم كفاية المصادر، ثم يذكر: (أن القوم لم يفصحوا عن عقائدهم بسبب باطنية المذهب ـ على حد قولـه ـ أو للغلو الذي مال إليه فريق منهم دون جمهرتهم).
وهنا نقول: إذا كانت جمهرتهم ليست مغالية فلماذا أدرجهم ضمن الفرق الغالية؟! وينتقل الدكتور الشكعة إلى الحديث عن نشأتهم وينسبهم إلى محمد بن نصير النميري، ويقول: ومن هنا نسبوهم إليه فسموا نصيرية، ومحمد هذا ادعى أنه الباب للإمام الحسن العسكري ـ عليه السلام ـ أو الإمام الهادي ـ عليه السلام ـ ولكنه ينفي ذلك عنهم ويرى أن الصحيح نسبتهم إلى جبل النصيرة...
(د) ينتقل بالحديث إلى القاديانية والأحمدية: فيعرف بنشأتهما ويقول:
تنسب هذه الفرقة إلى الميرزا غلام أحمد القادياني نسبة إلى بلدة قاديان إحدى مدن إقليم البنجاب. وقد أسس عقيدته التي عرفت باسمه، وسجل مذهبه رسمياً سنة 1900م/، وأنشأ مجلة تنطق باسمه، كما ألف مجموعة من الكتب شرح فيها أفكاره، وأشهر تلك الكتب (براهين الأحمدية) و(أنوار الإسلام) و(حقيقة الوحي). ولعل من الغريب هنا جداً أن يلحق الدكتور الشكعه هذه الفرقة أو الحركة بالشيعة، لا لسبب أو نسب، الله إلاّ أن الميرزا غلام هذا ادعى من جملة ادعاءات كثيرة أنه المهدي