ـ(142)ـ
منحه لقب العالم المجتهد ـ أنه يلغي مبدأ الإمامة كمنصب ديني سماوي إلغاء تاماً، ولا نعلم أنه إذا كان من حق أحد أن يلغي مثل هذا المبدأ...
أما قول الدكتور الشكعة: بأن هذا المبدأ اخترعه فريق من الشيعة... وأن هذه القضية فرقت شمل المسلمين وبددت جهودهم وجعلتهم فرقاً بعد أن كانوا إخوة.. كذا، فالواقع أن لا أحد من المسلمين يرى أن الاختلاف في منصب الرئاسة الدينية والإمامة العامة نشأ متأخراً أو هو أمر مخترع، بل الخلاف وقع منذ وقت مبكر، وقد أشار وصرح هو في أكثر من مناسبة بذلك. ثم إن ادعاء الإمامية لهم عليه حجج وبراهين وليس مبدأ الإمامة بمخترع قال تعالى: (إني جاعلك للناس إماما...) (1)
(ج) عرض الدكتور الشكعة بعد ذلك للزيدية بصفتها من الشيعة الإمامية، فعرض لنشأنها التاريخية وأنهم أتباع زيد بن علي بن الحسين عليه السلام. ثم قال عنهم: إنهم أكثر تسامحاً من غيرهم من الشيعة في الإمامة، والبعد عن مهاجمة الصحابة وإنهم يقولون بإمامة المفضول مع وجود الأفضل..
(2) القسم الثالث من الكتاب: وعنونه بـ (غلاة الشيعة) ووضع تحت هذا العنوان: الإسماعيلية، والدروز، والعلويين، من صفحة (217 ـ 353) وألحق بهذا القسم: القاديانية والأحمدية من ص (355 ـ 369).
(ألف) فعرض أولاً للإسماعيلية وقال: إنها من الفرق التي جنحت إلى الغلو، وهي سميت بذلك ؛ لأنها قالت بإمامة إسماعيل بن الإمام الصادق، ثم في ابنه محمد، ثم في ولده. والفرق بينهم وبين الشيعة على ما ذكروه هو أن الاثني عشرية لا تعترف بإمامة إسماعيل... وهؤلاء لم يعرفوا كفرقةٍ سياسيةٍ أو دينيةٍ إلاّ أواخر القرن الثالث الهجري.
(ب) يتعرض بعد ذلك إلى الدروز والعلويين: فيذكر: أن الدروز إسماعيلية
________________
1 ـ البقرة : 124.