ـ(140)ـ
الإمام المنتظر مخترعة يا رجل؟ ما هكذا تورد يا سعد الإبل.
وينتقل بعد ذلك إلى مسألة زيارة القبور، ويحاول التشنيع على الشيعة فيها، مع أن هذه المسألة لا مخالف فيها من المسلمين إلاّ الوهابيون (1).
ويستمر الدكتور الشكعة بوضع العناوين وصياغتها بطريقة توحي بالتشنيع على المذهب، مع أنه التزم أن يعرض العقائد كما هي دون مداخلة بعيدة عن الإنصاف والحق، ولكنه للأسف لم يلتزم، وهكذا وضع عنواناً آخر يتعلق بالمصحف الشريف ورأي الإمامية الاثني عشرية فيه، وكان العنوان الذي صاغه كالآتي: (تحريف المصحف) ثم كتب قائلاً: إن المتابع لفكر جمهرة الشيعة يقرأ عجباً، فالذين لم يقولوا بتحريف المصحف قالوا بإمكان حدوث ذلك.
هكذا يطلق القول دون أدنى روية أو تبصر، والعجب كل العجب أن رجلاً يدعي العلم والتزام المنهج العلمي، ثم ينحدر إلى هذا المتسوى الذي لا يدل إلاّ على جهل أو تجاهل، فالإمامية كانوا من أصلب المدافعين عن القرآن الكريم وعن حفظه وصيانته، بل أنهم يجعلون صحة الحديث ـ أي حديث وارد ـ متوقفة على عرضه على كتاب الله، فإن وافقه أخذوا به، وإن خالف القرآن ضربوا به عرض الحائط (2)، وليس أبلغ من ذلك حجة وبرهاناًَ على احترامهم القرآن وتقديسهم لـه ورعايتهم إياه. ولعل من المناسب الإشارة هنا إلى أن ما أودع في كتب الصحاح والمسانيد لدى الجمهور من أخبار صريحة (3) بوقوع نقص في القرآن لم يحملنا على اتهام القوم بالتحريف، على أنهم يعتقدون بصحة كل ما ورد في صحيحي البخاري ومسلم خاصة، ولكنهم يتأولون ذلك بأنه من قبيل (نسخ التلاوة).
_____________________________________
1 ـ راجع الدكتور شكعة: 476.
2 ـ أصول الكافي 1: 69 باب الأخذ بالسنة وشواهد الكتاب، وسائل الشيعة 18: باب 9 من أبواب صفات القاضي أحاديث: 10، 12، 14، 15، 21، كفاية الأصول للخراساني ـ ط مؤسسة أهل البيت 1419 هـ ـ 444.
3 ـ سنن أبي داود 2: 456 باب في الرجم من كتاب الحدود.