ـ(139)ـ
(الغلو في تقديس الأئمة) ص 181، وكأنه يريد أن يوحي أن الإمامية الاثني عشرية يجنحون إلى الغلو، وإذن أين ما صرح به والتزم بإقراره في (ص 170) من كون الإمامية الاثني عشرية أبعد الفرق عن الاتصاف بالغلو. ثم ينقل عناوين من كتاب الكافي بطريقة توحي بما يريد أن يقرره من الغلو، ولعل من المناسب أن ننقل لـه ولغيره نصا من الكافي يزيف مثل هذه المزاعم والاتهامات: جاء في أصول الكافي: (عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال: إن الله عز وجل ـ ختم بنبيكم النبيين فلا نبي بعده أبداً، وختم بكتابكم الكتب فلا كتاب بعده أبداً، وأنزل فيه تبيان كل شيءٍٍ، وخلقكم وخلق السماوات والأرض ونبأ ما قبلكم، وفصل ما بينكم، وخبر ما بعدكم...) (1)
وينتقل الدكتور الشكعة إلى عنوان آخر يتعلق بمسألة الإمام المهدي المنتظر، فيضع العنوان بالصورة الآتية: (هل الإمام الثاني عشر شخصيّة حقيقية؟!).
ولعل في طرح المسألة بهذه الصيغة محاولة تشكيكية تنم عن اللاموضوعية في البحث، ثم يتطرق أكثر فيرى أن المهدي المنتظر من المخترعات ـ كذا ـ، ومع أن أصل هذه العقيدة ثابت في كتب الصحاح والمسانيد (2) من كل الفرقاء المسلمين، وقد كتب كثيرون من علماء الملة الإسلاميّة حول هذه المسألة، فكيف تكون شخصية
__________________________________
1 ـ أصول الكافي 2: 10، و1: 69، فقد نقل عن عدة من الأصحاب عن أبي عبد الله الصادق قولـه: (كل شيء مرود إلى الكتاب والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف). دار الكتب الإسلاميّة / طهران / 1388 هـ / ط.
2 ـ سنن أبي داود 2: 422 ط مصطفى الحلبي / القاهر / 1952، رواية عن الإمام علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ?لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم واحد لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً? ورواية أخرى عن أم سلمة (قالت: سمعت رسول الله يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة) وراجع عقد الدرر في أخبار المنتظر ـ يوسف بن يحيى المقدسي الشافعي من علماء القرن السابع ـ تحقيق الدكتور عبد الفتاح محمود الحلو/ ط 1 ـ 1979، مطبعة عالم الفكر، وراجع أعيان الشيعة 2: 64، وما نقل عن علماء الجمهور في هذه المسألة التي تصل إلى حدّ أنها من ضروريات الدين الإسلامي.