ـ(137)ـ
الشيعية، وفي مزاعمهم الباطلة أن هذه الشخصية اليهودية هي التي روجت لفطرة الوصية والرجعة، فتأمل.
انتقل المؤلف بعد ذلك إلى الحديث عن الشيعة الإمامية، بعد أن أفرد عنواناً مستقلاً لذلك، فقال: وهؤلاء هم جمهور الشيعة الذين يعيشون بيننا هذه الأيام وتربطهم بنا ـ نحن السنة ـ روابط التسامح والسعي إلى تقريب المذاهب ؛ لأن جوهر الدين واحد، ولبه أصيل لا يسمح بالتباعد. ثم ذكر أماكن وجودهم وانتشارهم في جمهورية إيران الإسلاميّة والعراق ولبنان والهند وأفغانستان وغيرها،ثم تحدث عن عقائدهم، ولكنه قال: إن الإمامية فرق متعددة.
ثم قال: وأشهر هذه الفرق الاثنا عشرية، وهم الشيعة الآن، والجعفرية، ثم قال: فعندما يطلق القول بالشيعة فهم الذين يتجه القصد إليهم، وهؤلاء سموا اثني عشرية ؛ لأنهم يؤمنون باثني عشر إماماً متتابعين أولهم الإمام علي عليه السلام وآخرهم الإمام المنتظر. ثم قال: وهذه الفرق أبعد الفرق عن الاتصاف بالغلو، ولكنه عاد واستثنى قائلاً: إلاّ في حالات معينة ـ كذا ـ!
ثم قال: والاثنا عشرية في حقيقة أمرها وروح عقيدتها ـ كذا ـ بعيدة عما تورطت فيه فرق شيعية كثيرة، فهم يبرأون من المقالات التي جاءت على لسان بعض الفرق (1) ويعدونها كفراً وضلالاً، وهم كما يقول الشيخ كاشف الغطاء أحد شيوخهم المحدثين: ليس دينهم إلاّ التوحيد المحض، وتنزيه الخالق عن كل مشابهة للمخلوق أو ملابسة لـه في صفة النقص والإمكان والتغير والحدوث، وما ينافي وجوب الوجود والقدم والأزلية إلى غير ذلك من التنزيه والتقديس وبطلان التناسخ والاتحاد والحلول والتجسيم (2).
ثم قال الدكتور شكعة: والإمامية يزيدون ركناً خامساً على أركان الإسلام،
_______________________________________________
1 ـ الإمام الصادق والمذاهب الأربعة للشيخ أسد حيدر 2: 224 وما بعدها.
2 ـ إسلام بلا مذاهب: 172، وراجع أصل الشيعة / كاشف الغطاء.