ـ(136)ـ
اسمها (سمانة) المغربية، وأم الإمام المهدي المنتظر رومية (1)، وهكذا يتضح أن أجناساً أخرى قد تزوج منهم الأئمة، ولكنهم لم يتشيعوا لآل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
ثم لماذا يكون تشيع الفرس سياسياً، ولا يكون تسنن الترك ـ مثلاً ـ سياسياً أيضاً؟! لقد كنا نربأ بالدكتور الشكعة أن ينساق مع هذه التفسيرات التي أقل ما يقال فيها: إنها لا تستند إلى منطقٍ سليمٍ ولا يؤيدها الواقع، ولا يقبلها الباحث المنصف.
إن المؤلف ينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن أشهر الفرق الشيعية فيقول: (كانت الفرق الشيعية كثيرة الأسماء، متعددة الاتجاهات، متباينة العقائد، واختلفت مذاهبها، وتباعدت مشاربها، فبعضها التزم جانب القصد والاعتدال، وبعضها الآخر جنح إلى الغلو والضلال) (2).
ثم يتطرق إلى السبئية (نسبة إلى عبد الله بن سبأ) ثم يتحدث عن التوابين، ثم عن الكيسانية أو المختارية، ثم عن المغيرية، ومع أن التحدث عن التوابين هنا ليس لـه ما يبرره منهجياً أو منطقياً، فلعل من المفارقات الغريبة أنه يذكر السبئية ويرميها بالغلو والقول بالحلول، ثم يعدها من فرق الشيعة متابعاً في ذلك لما يردده كتاب الفرق من قبله. ووجه المفارقة أن الكتاب وهو في طبعته السابعة ـ يفترض في المؤلف أن يكون قد تابع آخر الدراسات التي تظهر في عالم الفرق والمذاهب لكنه يجهل أو يتجاهل أن هناك دراسات علمية رصينة كشفت عن أكذوبة المدعو ابن سبأ قام بها العلامة السيد مرتضى العسكري (3) وأثبت فيها: أن تلك الشخصية خرافية لا وجود لها أصلاً ولكن الوضاعين نسجوا الكثير حوها وأعطوها دوراً خطيراً في الفكر الشيعي والعقيدة
_________________________
1 ـ الإرشاد للشيخ المفيد.
2 ـ إسلام بلا مذاهب: 155.
3 ـ عبد الله بن سبأ للسيد العسكري، وراجع حركات الشيعة المتطرفين للدكتور جابر محمد عبد العال: 19 وقد نقل عن باحثين: أن المتأخرين اختلقوا هذه الشخصية.