ـ(127)ـ
14 ـ (الوهم) حيث يؤدي إلى قوة العدو وضعف المسلمين.
15 ـ (الجبن).
مقارنة مختصرة بعهد الامام الخميني (رض):
أحاول أن أختم هذه الوريقات بمقارنة بسيطة بين حركة السيد جمال الدين وحركة السيد الإمام الخميني (رض).
كانت حركة السيد جمال نابعة من ردة الفعل، ولم تتعد إلى قلب العدو، بينما حركة الإمام (رض) كانت من دائرة الفعل والتأثير متعدية دور الانفعال وردود الفعل، إضافة إلى أن الامام (رض) حاول أن يتعدى إلى قلب العدو من خلال هزيمته في داخله، سواء على المستوى الفكري أو العملي.
كانت طروحات السيد جمال الدين مبنية على أسس نظرية، بينما كانت حركة الامام (رض) تطبيقية من خلال تشكيل الحكومة الإسلاميّة وإدارة العلماء لدفة أمور المسلمين.
كان الاستعمار في حياة السيد جمال الدين استعماراً مكشوفاً مستغلاً لأراضي المسلمين، ولذا كان من السهل مواجهة هذا العدو أما الاستعمار ـ المتمثل في أمريكا ـ في عهد الإمام (رض) فإنه خفي واتخذ أساليب جديدة في مواجهة المسلمين، خصوصاً في المواجهة الثقافية.
إن حالة الوعي التي يعيشها المسلمون كانت ضعيفة في عهد السيد جمال الدين، ولكن لم تصل إلى حالة من التمزق والتفكك كما هي عليه الآن، إلاّ أن حالة الوعي واليقظة في هذه الفترة أكثر مما كانت عليه.
بقي شيء يجب أن نؤكد عليه وهو: الظروف الموضوعية لكل فترة تختلف، وهذا لا يعني الاختلاف في الحركة، والسيد جمال الدين يمثل حلقة من ضمن حلقات الدعاة إلى الوحدة، توجت هذه الحلقات بالحلقة القوية المتينة، وهي: حركة الإمام (رض) بما تمتلك من قوة واتساع وتجاوب شامل.