ـ(125)ـ
يكون للعلماء وهم حفظة الشرع والراسخون في علومه، لم لا يسعون في توحيد متفرق المسلمين لم لا يبذلوا الجهد في جمع شملهم؟ لم لا يفرغون الوسع لإصلاح ما فسد من ذات بينهم؟)(1).
هذا دور العلماء في تجميع طاقات الأمة وتوحيدها، ولن يكون هذا الدور إلاّ إذا كانت أزمة الأمور بأيديهم، أي: لابد أن يكونوا في سدة الحكم حتى يوحدوا المسلمين، وإلا فإذا كان الحكام من غيرهم تفرق المسلمون وضعفوا وتسلل العدو من بينهم، هذا إذا لم يكن الحكام من الخونة الذين يجلبون السمتعمر لبلدانهم، أو يعيشوا على تفريق المسلمين لتستقر عروشهم.
يقول السيد جمال الدين (ره) في أسباب انحطاط المسلمين:
(بدأ هذا الانحلال والضعف في روابط الملة الإسلاميّة عند انفصال الرتبة العلمية عن رتبة الخلافة وقتما قنع الخلفاء العباسيون باسم الخلافة دون أن يحرزوا شرط العلم والتفقه في الدين والاجتهاد في أصوله وفروعه...) (2).
فلا بد للمسلمين أن يسعوا جادين لتوحيد صف الأمة من خلال تمكين العلماء مباشرة في إدارة أمور المسلمين من قبل أيدي عالمة عارفة بدين الله، ويقول السيد في هذا المقام:
(كان من الواجب على العلماء قياماً بحق الوراثة أن ينهضوا لإحياء الرابطة الدينية ويتداركوا الاختلاف) (3).
___________________________
1 ـ العروة الوثقى : 86.
2 ـ نفس المصدر : 34.
3 ـ العروة الوثقى : 34.