ـ(124)ـ
4 ـ عدم المنافاة بين العلم والدين:
من الأمور التي استغلها الاستعمار في تمزيق الأمة، عملية التمزيق بين أعلى طبقات المجتمع وهم: العلماء، الدينيين والطبيعيين، فأوجد حالة من الفرقة بينهم تستدعي التفريق بين العلم والدين، وقد استلهم الاستعمار ذلك من مجتمعه الأوربي، وقد استجاب البعض لهذه الدعوات التي فتتت المجتمع، ووضعت العلماء في زاوية حرجة يستضعفهم المستعمر، وبهذا يكون قد أقصاهم عن المجتمع ليصبح لقمة سائغة في فم الأعداء.
السيد جمال الدين (ره) حاول أن يوجد التلاحم بين هذين الجناحين اللذين تطير بهما الأمة، واعتبر الجهل من أسباب ضعف الأمة وتفرقها، كما أن بعدها عن الدين والأصول الحقة تيه وضلال يغرب بالأمة ويضيعها.
5 ـ معالجة غياب العلماء عن سدة الحكم:
إن وجود العلماء يعتبر ضمان الأمان لإدارة أي حركة في المجتمع؛ وذلك لما يتمتعون به من محبة في نفوس المجتمع، فإذا أردنا أن نوجد الوحدة بين المسلمين علينا أن نبدأ أولا من العلماء، فإن اتحدوا استطعنا أن نوحد الأمة، وما نراه من تمزق وتفرق بين المسلمين منشؤه بعض العلماء.
لا أقصد أن الوحدة بينهم تحدث بين عشية وضحاها، وإنما تحتاج إلى خطط ودراسات وإعادة نظر في كثير من المناهج، حتى صياغة العقلية المسلمة من جديد لتستوعب الكثير من المفاهيم التي تتناسب مع الوحدة.
يقول السيد جمال الدين (ره) محملاً المسؤولية العلماء في توحيد الأمة وتوجيهها:
(إن كان للعامة عذر في الغفلة عما أوجبَ الله عليهم فأي عذر