@ 372 @ | من فساد عقيدته / وإيصاله إلى لب توحيده وحقيقته . والتعبير [ بالإعداء ] | للمشاكلة . ولذا قال النووي رضي الله تعالى عنه : معنى الحديث أن البعير | الأول الذي جَرب من أجربه ؟ . | | أقول : ولعل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم عَلِمَ بنور النبوة أن المعارِض جعله | مُعدياً بطبعه ، فردّهُ عليه بقوله : ' فمن أعدى الأول ' . | | ( يعني أن الله تعالى ابتدأ ذلك ) [ أي الإعداء ( في الثاني كما ابتدأ ) ] ) أي | مثل ابتدائه ( في الأول ) وفيه نظر ؛ إذ الثاني يحتمل أن يكون بسبب ، وأن لا يكون | بسبب ، وحديث : ' فر من المجذوم ' وتأثير المخالطة بحسب المشاهدة ، وحديث | ' امتناعه صلى الله تعالى عليه وسلم مبايعةَ المجذوم باليد ' ظاهر في أن الثاني | ليس كالأول ، فتأمل ، فإنه ليس بمعنى : ' فمن أعدى الأول ' ، بل هو من باب إرخاء | العِنَان للخصم ، أي سَلَّمْنَا أن البعير أعدى الإبل بمخالطته ، فمن أعدى البعير ؟ | وإنما عدل عن البعير إلى الأول لأنه قد يقال : ذلك البعير خالط أجربَ آخر ، وهَلُمّ | جَرَّاً ، فدفع / 85 - ب / كلامهم بالأول ، وعبّر ب : مَن إشارة إلى أن هذا إنما هو فعلُ | الفاعل الحقيقي . | | ( وأما الأمر بالفِرار من الجذوم ، فمن باب سَدّ الذرائع ) أي الوسائل إلى |