@ 368 @ | | ( كذا جمع بينهما ابن الصلاح تبعاً لغيره ) وحاصله : أن النفي في قوله | [ صلى الله عليه وسلم ] لِما كان يعتقده أهل الجاهلية وبعضُ الحكماء | الفلسفية ، وأرباب العلوم الرياضية والطبيعية ، من أن هذه الأمراض من الجُذَام | والبَرَص تُعدي بالطبع ، / 75 - ب / كما زعموا أن الماء بالطبع يُغرِق ، والنار بالطبع | يُحرق . وقد ردهما الله عز وجل بكتابه أبلغ رد في قصة إبراهيم وموسى عليهما | السلام ، وأن الإثبات في الحديث الثاني باعتبار السبب العادي في جعل ذلك ، | ولكونه [ صلى الله عليه وسلم ] رحمه للعالمين حذَّر أمته المرحومة من الضرر الذي يوجد عنده عادة | بفعل الله تعالى . وفي التشبيه بالأسد [ 79 - أ ] إيماء إلى ذلك . | وقد يقال : [ الجمع بينهما ] بأن النفي للاعتقاد ، والأمرَ بالفرار للفعل ، | كما نَهى [ صلى الله عليه وسلم ] عن الدخول في بلدِ الطاعون مع أن | المعتقد أنْ لا تأثير لغير الله تعالى ، وأنه : ! 2 < إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون > 2 ! والظاهر أن الأمر بالفرار رخصة للضعفاء ، ولذا خصه | بالمخاطب . وأما الكاملون المتوكلون ، فلا حَرج في حقهم إذ صح أنه [ صلى الله عليه وسلم ] أكل مع | مجذوم وقال : ' باسم الله ، ثقةً بالله وتوكلاً عليه ' رواه أبو داود وغيره . وأما ما ورد