@ 155 @ .
وقيل : يقبل من لم يكن داعية إلى بدعته أي يدعو الناس إليها ، أي وكان يحرم الكذب كما في ' جمع الجوامع ' / فغير الداعية مقبول بخلاف الداعية . لأن تزيين بدعته يحمله على تحريف الروايات وتسويتها على ما يقتضيه مذهبه . .
واعترض الكمال ابن أبي شريف عبارة المصنف هذه فقال : إنما ذكره من التعليل منطبق على مفهوم هذه العبارة ، أما منطوقها فلم يصرح بتعليله : وهو انتفاء المحذور . وكأنه سكت عنه اعتمادا على أنه يفهم مما قدمه ، ومما في تعليله المفهوم ، فإن علة قبول غير الداعية هو انتفاء المحذور من خشية تحريف الحديث ، وتسويته على مقتضى بدعته إذ الغرض أنه يروي ما ليس فيه تقوية لبدعته كما صرح به بعد ذلك . .
ثم في انطباق تعليله على مفهوم العبارة نظر ، فإن مفهومها أن الداعية ترد مطلقا والتعليل أخص منه ، فإنه أورد على ما له تعلق ببدعته فقط فيقتضي أن ما لا تعلق له بها يقبل .