@ 116 @ .
وكان في الرواة قوم لا يكترثون بالعربية ، واحتج بروايتهم في الصحاح . وقرأ الحافظ عبد الغني على الذهلي كتابا قال له : قرأته عليك كما قرأته أنت ؟ قال نعم إلا اللحنة بعد اللحنة . فقال له : أيها القاضي أسمعته معربا ؟ قال : لا . قلت : هذه بهذه . .
وما ورد من ذم طلب الحديث إن لم يبصر العربية فمحمول على المحدث من لم يقف على شيء منه كما مر . قال ابن الجوزي : وعلى المحدث تعلم شيء من التصريف لتوقف معرفة أحوال أبنية الكلم التي ليست بإعراب عليه . .
وأول من تكلم فيه المعاني ، إذ معرفته ملازمة لمعرفة النحو لا يفترقان ، وتعلم شيء من اللغة لأنه لا بد منها في معرفة ألفاظ الحديث ، ومشتبه الأسماء واللغات والكنى والأنساب وهو ظاهر في وجوبه ، وقد صرح ابن الصلاح بذلك في اللغة ، وجزم المصنف