@ 114 @ ( ( وأحاديث الفضائل لا يحتاج فيها إلى ما يحتج به ) ) . وقال الحاكم : ( ( سمعت أبا زكريا العنبري يقول : الخبر إذا ورد لم يحرم حلالاً ، ولم يوجب حكما ، وكان في ترغيب أو ترهيب ، أغمض عنه وتسوهل في رواته ) ) . ولفظ ابن مهدي فيما أخرجه البهقي في المدخل : ( ( إذا روينا عن النبي في الحلال والحرام والأحكام ، شددنا في الأسانيد ، وانتقدنا في الرجال ، وإذا روينا في الفضائل والثواب والعقاب ، سهلنا في الأسانيد وتسامحنا في الرجال ) ) . ولفظ أحمد في رواية الميموني عنه : ( ( الأحاديث الرقائق يحتمل أن يتساهل فيها حتى يجيء شيء فيها حكم ) ) . وقال في رواية عباس الدوري عنه : ( ( ابن إسحاق رجل تكتب عنه هذه الأحاديث ) ) - يعني المغازي ونحوها - وإذا جاء الحلال والحرام أردنا قوماً هكذا - وقبض أصابع يده الأربع - . * * * .
30 - الجواب عن رواية بعض كبار الأئمة عن الضعفاء .
قال الإمام النووي في شرح مسلم : ( ( قد يقال لم حدث هؤلاء الأئمة عن هؤلاء مع علمهم بأنهم لا يحتج بهم ؟ ويجاب عنه بأجوبة : .
أحدها : أنهم رووها ليعرفوها ، وليبنوا ضعفها لئلا يلتبس في وقت عليهم ، أو على غيرهم ، أو يتشككوا في صحتها : .
الثاني : أن الضعيف يكتب حديثه ليعتبر أو يستشهد ، ولا يحتج به على انفراده . .
الثالث : رواية الراوي الضعيف يكون فيها الصحيح والباطل ، فيكتبونها ثم يميز أهل الحديث والإتقان بعض ذلك من بعض وذلك سهل عليهم ، معروف عندهم . وبهذا أحتج سفيان رحمه الله ، حين نهى عن الراوية عن الكلبي ؛ فقيل له : أنت تروي عنه ! فقال : ( ( أنا أعلم صدقة من كذبه ) ) . .
الرابع : أنهم قديروون عنهم أحاديث الترغيب والترهيب ، وفضائل الأعمال ، والقصص ،