@ 113 @ .
28 - تحذير الإمام مسلم من روايات القصاص والصالحين .
روى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن عاصم قال : ( ( لا تجالسوا القصاص ) ) وعن يحيى بن سعيد القطان قال : ( ( لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث ) ) . وفي رواية : ( ( لم نر أهل الخير في شيء أكذب منهم في الحديث ) ) قال مسلم : ( ( يعنى أنه يجري الكذب على لسانهم ولا يتعمدون الكذب ) ) . قال النووي : ( ( لكونهم لا يعانون صناعة أهل الحديث ، فيقع الخطأ في رواياتهم ، ولا يعرفونه ، ويروون الكذب ، ولا يعلمون أنه كذب ) ) . .
29 - ذكر المذاهب في الأخذ بالضعيف واعتماد العمل به في الفضائل .
ليعلم أن المذاهب في الضعيف ثلاثة : .
الأول لا يعمل به مطلقاً ؛ لا في الأحكام ، ولا في الفضائل . حكاه ابن سيد الناس في عيون الأثر ، عن يحيى بن معين ، ونسبه في فتح المغيث لأبي بكر بن العربي . والظاهر أن مذهب البخاري ومسلم ذلك أيضاً ؛ يدل عليه شرط البخاري في صحيحة ، وتشنيع الإمام مسلم على رواة الضعيف كما أسلفناه ، وعدم إخراجهما في صحيحهما شيئاً منه . وهذا مذهب ابن حرم رحمه الله أيضاً حيث قال في الملل والنحل : ( ( ما نقله أهل المشرق والمغرب ، أو كافة عن كافة ، أو ثقة ، حتى يبلغ إلى النبي ؛ إلا أن في الطريق رجلاً مجروحاً بكذب أو غفلة ، أو مجهول الحال ؛ فهذا يقول به بعض المسلمين ، ولا يحل عندنا القول به ولا تصديقه ولا الأخذ بشيء ) ) انتهى . .
الثاني : أنه يعمل به مطلقاً . قال السيوطي : ( ( وعزى ذلك إلى أبي داود ، وأحمد لأنهما يريان ذلك أقوى من رأي الرجال ) ) . .
الثالث : يعمل به في الفضائل بشروطه الآتية وهذا هو المعتمد عنه الأئمة . قال ابن عبد البر :