@ 112 @ مستنكر عن قوم غير مرضيين ممن ذم الرواية عنهم أئمة الحديث ، لما سهل علينا الانتصاب لما سألت من التمييز والتحصيل ؛ ولكن من أجل ما أعلمناك من نشر القوم الأخبار المنكرة ، بالأسانيد الضعاف المجهولة ، وقذفهم بها إلى العوام الذين لا يعرفون عيوبها ، خف على قلوبنا إجابتك إلى ما سألت ) ) . ثم قال : ( ( أعلم - وفقك الله تعالى - أن الواجب على كل أحد عرف التمييز بين صحيح الروايات وسقيمها ، وثقات الناقلين لها من المتهمين ، أن لا يروي منها إلا ما عرف صحة مخارجه ، والستارة في ناقليه ، وأن يتقى منها ما كان عن أهل التهم والمعاندين من أهل البدع . والدليل على أن الذي قلنا من هذا هو اللازم دون ما خالفه ، قول الله تعالى ( ^ يا أيها الذين آمنوا إن جاء كم فاسق بنبأ فتبينوا . . . الآية ) ) وقال عز وجل : ( ^ ممن ترضون من الشهداء ) وقال سبحانه : ( ^ واشهدوا ذوي عدل منكم ) . فدل بما ذكرنا من هذا الآي ، أن خبر الفاسق ساقط غير مقبول ، وأن شهادة غير العدل مردوة ؛ والخبر إن فارق معناه معنى الشهادة في بعض الوجوه ، فقد يجتمعان في معظم معانيها ، إذخبر الفاسق غير مقبول عند أهل العلم ، كما أن شهادته مردودة عند جمعهم : ودلت السنة على نفي رواية المنكر من الأخبار ، كنحو دلالة القرآن على نفي خبر الفاسق ، وهو الثر المشهور عن رسول الله : ( ( من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) ) . ثم ساق مسلم رحمه الله ما ورد وعيد الكذب عليه ، مما هو متواتر . ثم أسند عن أبي هريرة عن رسول الله أنه قال : ( ( سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم بما لم تسمعوا