@ 111 @ بذكره على استقصائه ، وفيما ذكرنا كفاية لمن تفهم وعقل مذهب القوم فيما قالوا من ذلك وبينوا ، وإنما ألزموا أنفسهم الكشف عن معايب رواة الحديث وناقلى الأخبار وأفتوا بذلك حين سئلوا لما فيه من عظيم الخطر ، غذ الأخبار في أمر الدين ، إنما تأتي بتحليل أو تحريم ، أو أمر أو نهى ، أو ترغيب أو ترهيب ؛ فإذا كان الراوي لها ليس بمعدن للصدق والأمانة ، ثم أقدم على الراوية عند من قد عرفه ، ولم يبين ما فيه لغيره ممن جهل معرفته ، كان آثما بفعله ذلك ، غاشاً لعوام المسلمين ، إذ لا يؤمن على بعض من سمع تلك الأخبار أن يستعملها أو يستعمل بعضها ، ولعلها ، أو أكثرها ، أكاذيب لا أصل لها ، مع أن الأخبار الصحاح من رواة الثقات ، وأهل القناعة ، أكثر من أن يضطر إلى نقل من ليس بثقة ولا مقنع ، ولا أحسب كثيراً ممن يعرج من الناس على ما وصفنا من هذه الأحاديث الضعاف والأسانيد المجهولة ، ويعتد بروايتها بعد معرفته بما فيها من التوهن والضعف ؛ إلا أن الذي يحمله على روايتها والاعتداد بها إرادة التكثر بذلك عند العوام ، ولأن يقال ما أكثر ما جمع فلان من الحديث ، وألف من العدد . ومن ذهب في العلم هذا المذهب ، وسلك هذا الطريق ، لا نصيب له فيه ، وكان بأن يسمى جاهلا أولى من أن ينسب إلى علم ) ) . انتهى كلام الإمام مسلم رحمه الله تعالى ورضى عنه ولقد شفى وكفى . * * * .
28 - تشيع الإمام مسلم على رواة الأحاديث الضعيفة والمنكرة .
وقد فهم بها إلى العوام ، وإيجابه رواية ما عرفت صحة مخارجه قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في خطبة صحيحه : ( ( فلولا الذي رأينا من سوء صنيع كثير ممن نصب نفسه محدثاً فيما يلزمهم من طرح الأحاديث الضعيفة ، والروايات المنكرة وتركهم الاقتصار على الأخبار الصحيحة ، مما نقله الثقات المعروفون بالصدق والأمانة ، بعد معرفتهم ، وإقرارهم بألسنتهم أن كثيراً مما يقذفون به إلى الأغبياء من الناس ، هو