@ 106 @ فإن هذا اختلف فيه على أبي إسحق السبيعي ، فجعل الترمذي هذا الاختلاف علة ، ورجح روايته له عن أبي عبيدة عن أبيه ، وهو لم يسمع من أبيه ؛ وأما البخاري فصححه من طريق أخرى ، لأن أبا إسحق ، كان الحديث يكون عنده عن جماعة ، يرويه عن هذا تارة ، وعن هذا تارة ، كما كان الزهري الحديث تارة عن سعيد بن المسيب ، وتارة عن أبي سلمة ، وتارة بجمعها ؛ فمن لا يعرفهن فيحدث به تارة عن هذان وتارة عن هذا ، يظن بعض الناس أن ذلك غلط ، وكلاهما صحيح ، وهذا باب يطول وصفه ) ) . * * * .
20 - بيان أن الحسن على مراتب .
نبه الأئمة على أن الحديث الحسن على مراتب كالصحيح . قال الحافظ الذهبي : ( ( فأعلى مراتبه : بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ؛ وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ؛ وابن إسحق عن التيمى ؛ وأمثال ذلك مما قيل فيه إنه صحيح ، إنه أدنى مراتب الصحيح ثم بعد ذلك ما اختلف في تحسينه وضعفه ، كحديث الحرث بن عبد الله ، وعاصم بن ضمرة ، وحجاج ابن أرطاة ونحوهم ) ) . * * * .
21 - بيان كون الحسن حجة في الأحكام .
قال الأئمة : ( ( الحسن كالصحيح في الاحتجاح به ، وإن كان دونه في القوة ، ولهذا أدرجه طائفة من نوع الصحيح ، كالحاكم ، وابن حبان ، وابن خزيمة ، مع قولهم بأنه دون الصحيح المبين أولاً ) ) . .
وقال السخاوى في الفتح : ( ( منهم من يدرج الحسن في الصحيح لاشتراكهما في الاحتجاج ، بل نقل ابن تيمية إجماعهم إلا الترمذي خاصة عليه ) ) . .
قال الخطابي : ( ( على الحسن مدار أكثر الحديث ، لأن غالب لا تبلغ رتبة الصحيح ، وعمل به عامة الفقهاء ، وقبله أكثر العلماء ، وشدد بعض أهل الحديث ،