@ 105 @ ( ( وما قلنا في كتابنا : حديث حسنه ، فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا ، إذ كل حديث يروى ، لا يكون راويه متهما بكذب ويروى من غير وجه نحو ذلك ، ولا يكون شاذا فهو عندنا : حديث حسن ) ) . فعرف بهذا أنه إنما عرف الذي يقول فيه : حسن فقط . أما ما يقول فيه : حسن صحيح ، أو حسن غريب ، أو حسن صحيح غريب ، فلم يعرج على تعريف ما يقول فيه : صحيح فقط ، أو غريب فقط . وكأنه ترك ذلك ، استغناء لشهرته عند أهل الفن . واقتصر على تعريف ما قول فيه في كتابه : حسن فقط ، إما لغموضه وإما لأنه اصطلاح جديد . ولذلك قيده بقوله : ( ( عندنا ) ) ولم ينسبه إلى أهل الحديث كما فعل الخطابي ) ) . انتهى . .
وقال شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية في فتوفى له : ( ( الذين طعنوا على الترمذي لم يفهموا مراده في كثير مما قاله . فإن أهل الحديث قد يقولون : ( ( هذا الحديث غريب ) ) أي : من هذا الوجه . وقد يصرحون بذلك فيقولون : غريب من هذا الوجه ؛ فيكون الحديث عندهم صحيحاً معروفاً من طريق واحد . فإذا روى من طريق آخر ، كان غريباً من ذلك الوجه ، وإن كان المتن صحيحاً معروفا . فالترمذي إذا قال : حسن غريب ، قد يعني به أنه غريب من ذلك الطريق ، لكن المتن له شواهد صار بها من جملة الحسن ) ) . انتهى . * * * .
19 - مناقشة الترمذي في بعض ما يصححه أو بحسنه .
قال شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية : ( ( بعض ما يصححه الترمذي ، ينازعه غيره فيه ، كما قد ينازعونه في بعض ما يضعفه ويحسنه ، فقد يضعف حديثاً ويصححه البخاري ، كحديث ابن مسعود لما قال له النبي : ( ( أبغنى أحجاراً أستنفض بهن ؛ قال : فأتيته بحجرين وروثة ؛ قال : فأخذ الحجرين وترك الروثة وقال : وقال : إنها رجس ) )