@ 104 @ .
17 - معنى قول الترمذي ( ( حسن صحيح ) ) .
للعلماء في ملحظ الترمذي بهذه العبارة وجوه نقلها السيوطى في التدريب . قالوا : ( ( العبارة المذكورة مما استشكل ، لأن الحسن قاصر عن الصحيح ، فكيف يجتمع إثبات القصور ونفيه في حديث واحد ؟ وأجاب ابن دقيق العيد : بأن الحسن لا يشترط فيه القصور عن الصحة إلا حيث انفرد الحسن ، أما إذا ارتفع إلى درجة الصحة فالحسن حاصل لا محالة تبعاً للصحة . لأن وجود الدرجة العليا وهي الحفظ والإتقان لا ينافي وجود الدنيا كالصدق ، فيصح أن يقال : حسن ، باعتبار الصفة الدنيا ، صحيح باعتبار العليا . ويلزم على هذا أن كل صحيح حسن . وقد سبقه إلى نحو ذلك ابن المواق ، قال الحافظ ابن حجر : وشبه ذلك قولهم في الراوي صدوق فقط ، وصدوق ضابط ، فإن الأول قاصر عن درجة رجال الصحيح ، والثاني منهم . فكما أن الجمع بينهما لا يضر ولا يشكل ، فكذلك الجمع بين الصحة والحسن ) ) انتهى . * * * .
18 - الجواب عن جمع الترمذي بين الحسن والغرابة على اصطلاحه .
قد أنكر بعض الناس على الإمام الترمذي تحديده للحسن بما حد به من كونه يروى من غير وجهن لقوله في بعض الأحاديث : حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . والغريب الذي انفرد به الواحد . وأجاب الحافظ ابن حجر في شرح النخبة : ( ( بأن الترمذي لم يعرف الحسن مطلقاً ، وإنما عرفه بنوع خاص منه وقع في كتابه ، وهو ما يقول فيه : حسن من غير صفة أخرى . وذلك أنه يقول في بعض الأحاديث : حن ؛ وفي بعضها : صحيح ، وفي بعضها : غريب وفي بعضها : حسن صحيح ، وفي بعضها : حسن غريب ، وفي بعضها : صحيح غريب ، وفي بعضها حسن صحيح غريب . وتعريفه إنما وقع على الأول فقط ، وعبارته ترشد إلى ذلك ، حيث قال في آخر كتابه :