@ 103 @ الضابط مع كونه مشهوراً بالصدق والستر ، فإذا روى حديثه من غير وجه ولو وجهاً واحداً قوى بالمتابعة وزال ما كان يخشى عليه من جهة سوء حفظ راويه ، فارتفع حديثه من درجة الحسن إلى الصحيح . قال السيد الشريف : ( ( ونعنى بالترقى أنه ما حق في القوة بالصحيح ، لا أنه عينه ) ) . * * * .
16 - بيان أول من شهر الحسن .
قال الإمام النووي في التقريب وشارحه السيوطي : ( ( كتاب الترمذي أصل في معرفة الحسن وهو الذي شهره ، وأكثر من ذكره وإن وجد في متفرقات من كلام بعض مشايخه والطبقة التي قبله ) ) . .
وقال الإمام تقي الدين تيمية قدس سره في بعض فتاويه : ( ( أول من عرف أنه قسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف ، أبو عيسى الترمذي ، ولم تعرف هذه القسمة عن أحد قبله ؛ وقد بين أبو عيسى مراده بذلك ، فذكر أن الحسن ما تعددت طرقة ولم يكن فيهم متهم بالكذب ، ولم يكن شاذا . وهو دون الصحيح الذي عرف عدالة ناقليه وضبطهم ) ) . وقال : ( ( الضعيف الذي عرف أن ناقله متهم بالكذب ، ردئ الحفظ ، فإنه إذا رواه المجهول ، خيف أن يكون كاذباً أو سيء الحفظ ؛ فإذا وافقه آخر لم يأخذ عنه ، عرف أنه لم يتعمد كذبه واتفاق الأتنين على لفظ واحد طويل قد يكون ممتنعاً وقد يكون بعيداً ، ولما كان تجويز اتفاقهما في ذلك ممكناً ، نزل من درجة الصحيح ) ) . ثم قال تقي الدين قدس سره : ( ( وأما من قلل الترمذي من العلماء فما عرف عنهم هذا التقسيم الثلاثي ، لكن كانوا يقسمونه إلى صحيح وضعيف . والضيف كان عندهم نوعان : ضعيف ضعفاً لا يمتنع العمل به ، وهو يشبه الحسن في اصطلاح الترمذي ؛ وضعيف ضعفاً يوجب تركه ؛ وهو الواهي ) ) .