@ 100 @ فإن قيل : ( ( فهذا هو الحديث الشاذ ، وأقل أحواله أن يتوقف فيه ، ولا يجزم بصحته عن رسول الله عليه السلام ) ) قيل : ( ( أبس هذا هو الشاذ ، وإنما الشذوذ أن يخالف الثقات فيما رووه ، فيشذ عنهم بروايته ، فأما إذا روى الثقة حديثاً منفرداً به لم يرو الثقات خلافه ، فإن ذلك لا يسمى شاذاً . وإن اصطلح على تسميته شاذاً بهذا المعنى لم يكن هذا الاصطلاح موجباً لرده ولا مسوغاً له . قال الشافعي رحمه الله : ( ( وليس الشاذ أن ينفرد الثقة برواية الحديث ، بل الشاذ أن يروي خلاف ما رواه الثقات ) ) قاله في مناظرته بعض من رد الحديث بتفرد الراوي فيه . ثم إن هذا القول ، لا يمكن أحداً من أهل العلم ، ولا من الأئمة ، ولا من أتباعهم طرده ؛ ولو طردوه لبطل كثير من أقوالهم وفتاويهم . والعجب أنن الرادين لهذا الحديث بمثل هذا الكلام قد بنوا كثيراً من مذاهبهم على أحاديث ضعيفة ، انفرد بها رواتها ، لا تعرف عن سواهم ، وذلك أشهر وأكثر من أن يعد ) ) . .
الثمرة التاسعة : .
ما كل حديث صحيح تحدث به العامة - والدليل على ذلك ما رواه الشيخان عن معاذ رضي الله عنه قال : كنت ردف النبي على حمار فقال : ( ( يا معاذ ! هل تدري ما حق الله على عباده ، وما حق العباد على الله ؟ ) ) قلت : ( ( الله ورسوله أعلم ) ) قال : ( ( فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا بشرك به شيئاً ) ) قلت : ( ( يا رسول الله ، أفلا أبشر به الناس ؟ ) ) قال : ( ( لا تبشرهم فيتكلوا ! ) ) وفي رواية لهما عن أنس أن النبي قال لمعاذ وهو ردفه : ( ( ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار ) ) قال : ( ( يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا ؟ ) ) قال : ( ( إذا يتكلوا ) ) ؛ فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً . وروى البخاري تعليقاً عن على رضي الله عنه : ( ( حدثوا الناس بما يعرفون ؛ أتحبون أن يكذب الله ورسوله ؟ ) ) ومثله