@ 85 @ .
12 - بيان الثمرات المجتناة من شجرة الحديث الصحيح المباركة .
الثمرة الأولى : .
صحة الحديث توجب القطع به ، كما اختاره ابن الصلاح في الصحيحين ، وجزم بأنه هو القول الصحيح . .
قال السخاوي في فتح المغيث : ( ( وسبقه إلى القول بذلك في الخبر المتلقى بالقبول الجمهور من المحدثين والأصوليين ، وعامة السلف ، بل وكذا غير واحد في الصحيحين ) ) . .
قال أبو أسحق الإسفراييني : ( ( أهل الصنعة مجمعون على أن الأخبار التي اشتمل عليها الصحيحان مقطوع بصحة أصولها ومتونها ، ولا يحصل الخلاف فيها بحال ، وإن حصل فذاك اختلاف في طرقها ورواتها ؛ قال : ( ( فمن خالف حكمه خبراً منها وليس له تأويل سائغ للخبر ، نقضنا حكمه ، لأن هذه الأخبار تلقتها الأمة بالقبول ) ) . .
ونقل السيوطي في التدريب ، في آخر الكلام على الفائدة الرابعة من مسائل الصحيح عن الحافظ ابن نصر السجزي أنه قال : ( ( أجمع الفقهاء وغيرهم ، أن رجلاً لو حلف بالطلاق أن جميع ما في البخاري صحيح ، قال رسول الله لا شك فيه ، لم يحنث ) ) . انتهى . .
ونقل بد أيضاً أن إمام الحرمين قال : ( ( لو حلف إنسان بطلاق امرأته أن ما في الصحيحين مما حكما بصحته من قول النبي ألزمته الطلاق ، لإجماع المسلمين على صحته . انتهى . .
واستثنى ابن الصلاح من المقطوع بصحته فيهما ما تكلم فيه من أحاديثهما وقد أجاب عنها الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح بتمامها ، قال النووي : ( ( ما ضعف من أحاديثهما مبنى على علل ليست بقادحة ) ) . .
هذا وقيل : إن صحة الحديث لا توجب القطع به في نفس الأمر ، لجواز الخطأ والنسيان على الثقة ؛ وعزاه النووي في التقريب للأكثرين والمحققين ، وأنهم قالوا : ( ( إنه يفيد الظن ما لم يتواتر ) ) قال في شرح مسلم : ( ( لأن ذلك شأن الآحاد ، ولا فرف في ذلك بين الشيخين