@ 398 @ فهؤلاء وقعوا في المخالفة بسبب ظن الجهل علماً ، فليسوا من الراسخين في العلم ، ولا ممن صار لهم كالوصف ، وعند ذلك لا حفظ لهم في العلم ، فلا اعتراض بهم ، فأما من خلا عن هذه الأوجه الثلاثة ، فهو الداخل تحت حفظ العلم ، حسبما نصته الأدلة ، وفي هذا المعني من كلام السلف كثير . وقد روى عن النبي أنه قال : ( ( إن لكل شيء إقبالاً وإدباراً ، وإن لهذا الدين إقبالاً وإدباراً ، وإن من إقبال هذا الدين ما بعثني الله به ، حتى إن القبيلة للتفقه من عند أسرها ، أو قال آخرها ، حتى لا يكون فيها إلا الفاسق أو الفاسقان ، فهما مقموعان ذليلان ، إن تكلما أو نطقا قمعا وقهرا واضطهدا . . . ) ) الحديث . وفي الحديث : ( ( سيأتي على أمتي زمان ، يكثر القراء ، ويق الفقهاء ويقبض العلم ، ويكثر الهرج . . . ) ) إلى أن قال : ( ( ثم يأتي من بعد ذلك زمان ، يقرأ القرآن رجال من أمتي ، لا يجاوز تراقيهم ، ثم يأتي من بعد ذلك زمان يجادل المنافق المشرك يمثل ما يقوله . ) ) وعن على : ( ( يا حملة العلم ، اعملوا به ، فإن العالم من علم ثم عمل ، ووافق عليه عمله ، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم ، تخالف سريرتهم علانيتهم ويخالف علمهم عملهم ، يقعدون حلقا يباهي بعضهم بعضاً ، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ، ويدعه أولئك ، لا تصعد أعمالهم تلك إلى الله عز وجل . ) ) وعن ابن مسعود : ( ( كونوا للعلم وعاة ، ولا تكونا له رواة ، فإنه قد يوعي ولا يروي ، وقد يروي ولا يوعي . ) ) وعن أبي الدرداء : ( ( لا تكون تقياً حتى تكون عالماً ، ولا تكون بالعلم جميلاً ، حتى تكون به عاملاً . ) ) وعن الحسن : ( ( العالم الذي وافق علمه عمله ، ومن خالف علمه عمله ، فذلك راوية حديث سمع شيئاً فقاله ) ) . وقال الثوري : ( ( العلماء إذا علموا عملوا ، فإذا عملوا ، شغلوا ، فإذا شغلوا ، فقدوا ، فإذا فقدوا ، طلبوا ، فإذا طلبوا هربوا . ) ) وعن الحسن قال : ( ( الذي يفوق الناس في العلم ، جدير أن يفوقهم في العمل . ) ) وعنه في قول الله تعالى : ( ^ وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم ) قال : علمتم فعلتم ، ولم تعملوا فوالله ما ذلكم بعلم ! وقال الثوري : ( ( العلم يهتف بالعمل ، فإن أجابه وإلا ارتحل . ) ) وهذا تفسير معنى كون العلم ، هو الذي يلجئ إلى العمل . وقال الشعبي