@ 330 @ وأصحابه يرون أن عبد الله بن مسعود وأصحابه أثبت الناس في الفقة ، كما قال علقمة لمسروق : هل أحد منهم أثبت من عبد الله ؟ وقول أبي حنيفة رضي الله عنه للأوزاعي : إبراهيم أققه من سالم ، ولولا فضل الصحبة لقلت : إن علقمة أفقه من عبد الله بن عمر وعبد الله هو عبد الله . وأصل مذهبه فتاوي عبد الله بن مسعود وقضايا على رضي الله عنهما . وفتاواه وقضايا شريح وغيره من قضاة الكوفة ، فجمع من ذلك ما يسره الله ثم صنع في آثارهم كما صنع أهل المدينة في آثار أهل المدينة ، وخرج كما خرجوا ، فلخص له مسائل الفقه في كل باب باب . وكان سعيد بن المسيب لسان فقهاء المدينة ، وكان أحفظهم لقضايا عمر ، ولحديث أبي هريرة . وإبراهيم لسان فقهاء الكوفة ، فإذا تكلما بشيء ولم ينسباه إلى أحد ، فإنه في الأكثر منسوب إلى أحد من السلف صريحاً وإيماء ونحو ذلك . فاجتمع عليهما فقهاء بلدهما ، وأخذوا عنهما ، وعقلوه ، وخرجوا عليه والله أعلم . * * * .
23 - بيان أسباب اختلاف مذاهب الفقهاء .
قال الإمام ولي الله الدهلوي قدس سره في الحجة البالغة أيضاً ، تحت هذه الترجمة ما صورته : ( ( أعلم أن الله تعالى أنشأ بعد عصر التابعين نشئاً من حملة العلم ، إنجازاً لما وعده رسول الله حيث قال : ( ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ) ) فأخذوا عمن اجتمعوا معه صفة الوضوء والغسل والصلاة والحج والنكاح والبيوع وسائر ما يكثر وقوعه ، ورووا حديث النبي ، وسمعوا قضايا قضاة البلدان ، وفتاوي مفتيها ، وسألوا عن المسائل ، واجتهدوا في ذلك كله . ثم صاروا كبراء قوم ، ووسدوا إليهم الأمر ، فنسجوا على منوال شيوخهم ، ولم يألوا في تتبع الإيماءات والاقتصاءات فقضوا وأفتوا ، ورووا ، وعلموا ، وكان صنيع العلماء في هذه الطبقة متشابهاً ، وحاصل صنيعهم أن يتمسك بالمسند من حديث رسول الله والمرسل جميعاً ، ويستدل بأقوال