@ 304 @ يبلغه عن رسول الله فيه شيء ، فلما بلغه خلاف فعله ، صار إلى حكم رسول الله وترك حكم نفسه وكذلك كان في كل أمره ، وكذلك يلزم الناس أن يكونوا ) ) . انتهى & & & .
16 - حق الأدب فيما لم تدرك حقيقة من الأخبار النبوية .
نقل القسطلاني في شرح البخاري عند باب ( ( صفة إبليس ) ) آخر الباب عن ( ( التوربشتي ) ) في حديث : ( ( إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ ، فليستنثر ثلاثاً ، فإن الشيطان يبيت على خيشومه ) ) ما نصه : ( ( حق الأدب دون الكلمات النبوية التي هي مخازن لأسرار الربوبية ، ومعادن الحكم الإلهية ، أن لا يتكلم في الحديث وأخوانه بشيء . فإن الله تعالى خص رسول بغرائب المعاني ، وكاشفة عن حقائق الأشياء ما يقصر عن بيانه باع الفهم ، ويكل عن إدراكه بصر العقل ) ) . انتهى . .
وقال العارف الشعراني قدس سره في ميزانه : ( ( روينا عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه كان يقول : التسليم نصف الإيمان قال له الربيع الجيزي : بل هو الإيمان كله يا أبا عبد الله فقال : وهو كذلك . وكان الإمام الشافعي يقول : من كمال إيمان العبد أن لا يبحث في الأصول ولا يقول فيها ( ( لم ولا كيف ؟ ) ) فقيل له : وما هي الأصول ؟ فقال : هي الكتاب والسنة وإجماع الأمة . انتهى . قال الشعراني : أي فنقول في كل ما جاءنا عن ربنا أو نبينا : آمنا بذلك على علم ربنا فيه ) ) . انتهى . .
أقول : رأيت بخط شيخنا العلامة المحقق الشيخ محمد الطندتائي الأزهري ثم الدمشقي على سؤال في فتاوي ابن حجر في الميت إذا ألحد في قبره ، هل يقعد ويسأل ، أم يسأل هو راقد ؟ وهل تلبس الجثة الروح . . . الخ ما نصه : ( ( أعلم : أن السؤال عن هذه الأشياء من باب الاشتغال بما لا يعني ، وقد ورد ( ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) ) وإنما كان من الاشتغال بما لا يعني ، لأن الله تعالى لم يكلفنا بمعرفة حقائق الأشياء ، وإنما كلفنا بتصديق نبيه في كل ما جاء به ، وبامتثال أمره ، واجتناب نهيه . وإنما اشتغل