@ 305 @ بالبحث عن حقائق الأشياء . هؤلاء الفلاسفة الذين سمعوا أنفسهم بالحكماء ، لأنهم أنكروا المعاد الجسماني ، وقالوا بالحشر الروحاني ، وزعموا أن النعيم إنما هو بالعلم ، والعذاب إنما هو بالجهل . وقد عم هذا البلاد كثيراً من العلماء ، حتى اعتقدوا أن هذه الفلسفة هي الحكمة ورأوها أفضل ما يكتسبه الإنسان ، وإن ما سواها من علوم الدين وآلاتها ، ليس فضيلة . فلا حول ولا قوة إلا بالله 1 فالواجب تصديق الشارع في كل ما ثبت عنه وإن لم يفهم معناه ، فلا تضيع وقتك في الاشتغال بما لا يعنيك ) ) . انتهى كلامه رحمه الله تعالى . * * * .
17 - بيان إمراء السلف الأحاديث على ظاهرها .
قال العارف الشعراني في ميزانه : ( ( كان الإمام الشافعي يقول الحديث على ظاهره ، لكنه إذا احتمل عدة معان ، فأولاها ما وافق الظاهر ) ) . انتهى . .
وقال قدس سره أيضاً : ( ( وقد كان السلف الصالح من الصحابة والتابعين يقدرون على القياس ، ولكنهم تركوا ذلك أدباً مع رسول الله . ومن هنا قال سفيان الثوري : من الأدب إجراء الأحاديث التي خرجت مخرج الزجر والتنفير على ظاهرها من غير تأويل ، فإنها إذا أولت خرجت عن مراد الشارع ، كحديث : ( ( من غشنا فليس منا ) ) وحديث ( ( ليس منا من تطير أو تطير له . . . ) ) وحديث ( ( ليس منا من لطم الخدود ، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية ) ) فإن العالم إذا أولها بأن المراد ( ( ليس منا ) ) في تلك الخصلة فقط ، أي ، وهو منا في غيرها ، هان على الفاسق الوقوع فيها وقال : مثل المخالفة في خصلة واحدة أمر سهل . فكان أدب السلف الصالح بعدم التأويل أولي بالاتباع للشارع ، وإن كان قواعد الشريعة قد تشهد أيضاً لذلك التأويل ) ) انتهى . .
وهكذا مذهب السلف في الصفات . قال الحافظ شمس الدين الذهبي الشافعي الدمشقي