@ 297 @ المبتدع ؟ أما سمع : ( ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ) ) ؟ وها هو ابن عمر ، وهو من أكابر الصحابة وفقهائها ، كيف غضب لله ورسوله ، وهجر فلذة كبده ، لتلك الهتة ، عبرة لأولي الألباب ) ) . 1 ه . .
وقال النووي في شرح مسلم عند الكلام على حديث عبد الله بن مغفل الذي تقدم : ( ( فيه جواز هجران أهل البدع والفسوق ، وأنه يجوز هجرانهم دائماً ، فالنهي عنه فوق ثلاثة أيام إنما هي في هجر لحظ نفسه ، ومعايش الدنيا وأما هجر أهل البدع فيجوز على الدوام ، كما يدل عليه هذا مع نظائر له ، كحديث كعب بن مالك . قال السيوطي : ( ( وقد الفت مؤلفاً سميته ( ( الزجر بالهجر ) ) لأني كثير الملازمة لهذه السنة ) ) انتهى . .
وقال الشعراني قدس سره : ( ( سمع الإمام أحمد بن أبي إسحاق السبيعي يقول : إلى متى حديث ( ( اشتغلوا بالعلم ) ) فقال له الإمام أحمد : ( ( قم يا كافر ، لا تدخل علينا أنت بعد اليوم . ثم إنه التفت إلى أصحابه وقال : ما قلت أبداً لأحد من الناس : لا تدخل داري غير هذا الفاسق ) ) 1 ه فانظر يا أخي كيف وقع من الإمام هذا الزجر العظيم ، لمن قال إلى متى حديث : ( ( اشتغلوا بالعلم ) ) فكانوا رضي الله عنهم لا يتجرأ أحد منهم أن يخرج عن السنة قيد شبر ؛ بل بلغنا أن مغنياً كان يغني للخليفة ، فقيل له : إن مالك بن أنس يقول بتحريم الغناء ، فقال المغني : وهل لمالك وأمثاله أن يحرم في دين ابن عبد المطلب ، والله يا أمير المؤمنين ، ما كان التحريم لرسول الله إلا يوحي من ربه عز وجل . وقد قال تعالى : ( ( لتحكم بين الناس بما أراك الله ) ) لم يقل : ( ( بما رأيت يا محمد ) ) . فلو كان الدين بالرأي ، لكان رأي رسول الله لا يحتاج إلى وحي ، وكان الحق تعالى أمره أن يعمل به ، بل عاتبه الله تعالى حين حرم على نفسه ما حرم في قصة مارية وقال : ( ^ يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ؟ ) الآية . انتهى