@ 298 @ .
وقال قدس الله سره أيضاً : ( ( كان الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه يقول : إياكم وآراء الرجال . ودخل عليه مرة رجل من أهل الكوفة ، والحديث يقرأ عنده ، فقال الرجل : دعونا من هذه الأحاديث 1 فزجره الإمام أشد الزجر وقال له : لولا السنة ، ما فهم أحد منا القرآن . ثم قال للرجل : ما تقول في لحم القرد وأبن دليله من القرآن ؟ فأفحم الرجل . فقال للإمام : فما تقول أنت فيه ؟ فقال : ليس هو من بهيمة الأنغام . فانظر يا أخي إلى مناضلة الإمام عن السنة ، وزجره من عرض له بترك النظر في أحاديثها . فكيف ينبغي لأحد أن ينسب الإمام إلى القول في دين الله بالرأي الذي لا يشهد له ظاهر كتاب ولا سنة ؟ وكان رضي الله عنه يقول : عليكم بآثار من سلف ، وإياكم ورأي الرجال ، وإن زخرفوه بالقول ، فإن الأمر ينجلي حين ينجلي ، وأنتم على صراط مستقيم . وكان يقول : إياكم والبدع والتبدع والتنطع ، وعليكم بالأمر الأول العتيق . ودخل شخص الكوفة بكتاب ( ( دانيا ) ) فكاد أبو حنيفة أن يقبله وقال له : أكتاب ثم غير القرآن والحديث ؟ وقيل له مرة : ما تقول فيما أحدثه الناس من الكلام في العرض والجوهر والجسم ؟ فقال : هذه مقالات الفلاسفة ، فعليكم بالآثار ، وطريقة السلف ، وإياكم وكل محدث ، فإنه بدعة ، وقيل له مرة : قد ترك الناس العمل بالحديث وأقبلوا على سماعه ، فقال رضي الله عنه : نفس سماعهم للحديث عمل به . وكان يقول : لم تزل الناس في صلاح ما دام فيهم من يطلب الحديث فإذا طلبوا العلم بلا حديث فسدوا . وكان رضي الله عنه يقول : قاتل الله عمرو بن عبيد ، فإنه فتح للناس باب الخوض في الكلام فيما لا يعنيهم . وكان يقول : لا ينبغي لأحد أن يقول قولاً حتى يعلم أن شريعة رسول الله تقبله ) ) . انتهى ملخصاً .