@ 286 @ أجلي من أن تستر ؛ بل لا يليق بحال المسلم المميز أن يصدر عنه أمثال هذه الكلمات على ما لا يخفي على ذوي الفطانة والدراية ، وإذا تحققت ما تلونا عليك ، عرفت أنه لو لم يكن نص من الإمام على المرام لكان من المتعين على أتباعه من العلماء الكرام ، فضلاً عن العوام ، أن يعملوا بما صح عن سيد الأنام ، عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام ؛ ومن أنصف ولم يتعسف ، عرف أن سبيل أهل التدين من السلف والخلف ، ومن عدل عن ذلك فهو هالك ، يوصف بالجاهل المعاند المكابر ، ولو كان الناس من الأكابر . وأنشدوا في هذا المعنى شعراً : .
( أهل الحديث همو أهل النبي وإن % لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا ) .
أماتنا الله سبحانه على محبة المحدثين وأتباعهم من الأئمة المجتهدين ، وحشرنا مع العلماء العاملين تحت لواء سيد المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ) ) انتهى . .
وقال العارف الشعراني قدس سره في مقدمة ميزانه : ( ( أقول : الواجب على كل مقلد من طريق الإنصاف أن لا يعمل برخصه قال بها إمام مذهبه ، إلا إن كان من أهلها ، وأنه يجب عليه العمل بالعزيمة التي قال بها غير إمامه حيث قدر عليها ، لأن الحكم راجع إلى كلام الشارع بالأصالة لا إلى كلام غيره ، لا سيما إن كان دليل الغير أقوى ، خلاف ما عليه بعض المقلدين ، حتى إنه قال لي : لو وجدت حديثاً في البخاري ومسلم لم يأخذ به إمامي لا أعمل به ؛ وذلك جهل منه بالشريعة ، وأول يتبرأ منه إمامه ، وكان الواجب عليه حمل إمامه على أنه لم يظفر بذلك الحديث أو لم يصح عنده ) ) انتهى . * * * .
9 - رد الإمام السندي الحنفي رحمه الله على من يقول : ليس لمثلنا أن يفهم الحديث ! .
قال علم الدين الفلاني رحمه الله تعالى في ( ( إيقاظ الهمم ) ) ناقلاً عن شيخه مسند الحرمين في عصره أبي الحسن السندي الحنفي في حواشيه على ( ( فتح القدير ) ) ما نصه : ( ( والعجب