@ 270 @ وثانيهما : ما ليس من باب تبليغ الرسالة ، وفيه قوله : ( ( إنما أنا بشر ، إذا أمرتكم بشيء من دينكم ، فخذوا به ، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر ) ) وقوله في قصة تأبير النخل : ( ( فإني إنما ظننت ظناً ، ولا تؤاخذوني بالظن ، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به ، فإني أكذب على الله . ) ) فمنه الطب ومنه باب قوله : ( ( عليكم بالأدهم الأقرح ) ) ومستنده التجربة ، ومنه ما فعله النبي على سبيل العادة ، دون العبادة ، وبحسب الاتقان ، دون القصد ، ومنه ما ذكره كما كان يذكر قومه ، كحديث أو زرع ، وحديث خرافة ، وهو قول زيد بن ثابت ، حيث دخل عليه نفر ، فقالوا : حدثنا أحاديث رسول الله ، قال : كنت جاره ، فكان إذا نزل عليه الوحي ، بعث إلى فكتبته له ، فكنا إذا ذكرنا الدنيا ، ذكرها معنا ، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا ، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا ، وكل هذا أحدثكم عن رسول الله ، ومنه ما قصد به مصلحة جزئية يومئذ ، وليس من الأمور اللازمة لجميع الأمة ، وذلك مثل ما يأمر به الخليفة من تعبئة الجيوش ، وتعيين الشعار ، وهو قول عمر رضي الله عنه : ( ( ما لنا واللرمل ، كنا نتراءى به قوماً قد أهلكهم الله ! ) ) ثم خشى أن يكون له سبب آخر ، وقد حمل كثير من الأحكام عليه كقوله : ( ( من قتل قتيلاً فله سلبه ) ) . ومنه حكم وقضاء خاص ، وإنما كان يتبع فيه البينات والأيمان ، وهو قوله